ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.

وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة.

وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…

حلقة اليوم تحت عنوان:” كومندو جزائري.. لإقامة ولاية “داعش” في وجدة.. قصة السقوط الحر

محمد سليكي

 

إسماعيل ومحمد، الملقب بـ”عبد القادر”، وإدريس… لم يكن هؤلاء الذئاب المنفردة الثلاثة سوى عناصر كومندو جزائري الجنسية، ضالع في خلية التشادي “أبي البتول الذباح”، الذي كان يخطط لإعلان شرق البلاد، انطلاقا من مدينة وجدة، ولاية تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي.

خطورة هذه الذئاب المنفردة ستجعل المكتب المركزي للتحقيقات القضائية والمصالح الأمنية ذات الصلة يعمّم صورا وبورتريهات حول هؤلاء المطلوبين للعدالة على مختلف المؤسسات الأمنية، الداخلية منها والحدودية، فضلا عن نشر هذه المعلومات على نطاق واسع بين المواطنين عبر مختلف وسائل الإعلام.

في خضمّ الأبحاث الأولية التي أجرها المكتب المركزي للتحقيقات القضائية مع “الذباح” التشادي، سيتوصل المحققون إلى صورة تقريبية للمدعو إدريس، وهو مواطن جزائري له علاقة بالمشروع الإرهابي لمبعوث أمير “داعش”، أبي بكر البغدادي، إلى المغرب.

ستفيد المعلومات المسربة حول هذا الذئب المنفرد أنه يدعى إدريس ويبلغ من العمر 27 سنة، وله سحنة بيضاء وقامة متوسطة، وأنه كان قد بايع، إلى جانب باقي عناصر الكومندو الإرهابي الجزائري، المدعو “أبا البتول الذباح” على السمع والطاعة، أميرا لهم على مشروع ما سمي “ولاية الدولة والإسلامية في شرق المملكة”.

و جاءت مذكرات البحث عن هؤلاء الإرهابيين لتؤكد ما سبق أن ذكره بلاغ لوزارة الداخلية، حين أكد عشية اعتقال التشادي “الذباح” مواصلةَ المصالح الأمنية بحثها عن مغاربة وأجانب، من جنسية جزائرية، لهم علاقة بمشروعه الإرهابي، ومتشبعون بالفكر الداعشي، ويخططون لشن عمليات إرهابية نوعية تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية، في أفق زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيا مع أجندة “داعش”.

قادت التحريات الأولية مع المتهم الرئيسي، الذي شمعت السلطات المختصة لفائدة البحث مقر السكن الذي اعتقل داخله في حي “مالاباطا” في طنجة، إلى فرضية وجود خلية نائمة لتنظيمه المسلح في إحدى الدور الآمنة في السعيدية، وأن الكومندو الجزائري، ذا السوابق في جرائم الإرهاب، قد يكون مختبئا فيها، لذلك ستكون هذه المدينة، وتحديدا حي”زرفان” الهامشي، على موعد من زيارة لقوات خاصة من “البسيج”.

بينما لا تزال المصالح الأمنية المختصة تسابق الزمن لإسقاط هذه الذئاب المنفردة في شباك المكتب المركزي للأبحاث القضائية، رغم قطع السلطات الجزائرية، من جهتها، تعاونها الأمني مع المغرب، كان المدعو “الذباح” قد دخل مرحلة جديدة من مراحل التحقيق الجنائي معه.

في الخامس والعشرين من ماي من عام 2016، سينقل المتهم وسط حراسة أمنية مشددة للمثول، لأول مرة، أمام قاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف في سلا.

خلال الجلسة الأولى، سيوجه قاضي التحقيق للمتهم، بعد الاستماع إليه في إطار مسطرة التحقيق الإعدادي، تهماً تتعلق، على الخصوص، بـ”تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وصنع وحيازة المتفجرات”.

سيأمر قاضي التحقيق، الذي ذكّر المتهم بالتهم المنسوبة إليه، وهي التهم التي اعترف بها أمام محققي المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بإيداعه سجن الزاكي المجاور لمقر المحكمة، حيث حل ضيفا على جناح “المعتقلين خطر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *