حسن البصري

رفض الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش ركوب الصحافيين المغاربة نفس الطائرة الخاصة التي أقلت المنتخب المغربي إلى الكاميرون، وأشهر “الفيتو” في وجههم.

قال لهم لا تركبوا، فضحكوا من قوله، ولم يبالوا بالخطر، على حد قول أنشودة “أم الحمام”.

فشلت المفاوضات الجانبية مع المدرب الصربي، لكن المفاوضين عجزوا عن تليين موقفه، قال لا وانصرف.

من حق المدرب أن يحمي لاعبيه من فضول الصحافيين في رحلة تمتد ست ساعات قد تنتهي بتسلل الوباء. من حقه أن يركب الطائرة ويتمدد في الدرجة الممتازة دون أن تصطاده عدسة مصور يعشق جمع صور الإثارة. لكن من حق الصحافيين أن يبحثوا عن وسيلة أخرى للسفر وأن يضغطوا على جمعياتهم ومنابرهم لتوفر لهم وسيلة نقل ومؤونة.

 لكن أمام غضبة وحيد لا يسع خلية الإعلام في الجامعة إلا أن تدفئ حساب الجمعيات بمنحة دسمة، وتطلب منهم تدبير حالة الغضب الساطع.

في الجزائر هيأت وزارة الاتصال لائحة الصحافيين المعتمدين للكان، وطالب سفير الكاميرون في الجزائر بتسهيل تدابير سفر الجماهير، وفي تونس اندلعت معركة كلامية بين مدرب منتخب تونس لكرة القدم المنذر الكبير وبعض الصحافيين حين ضيق عليهم الخناق. وفي موريتانيا يسافر الصحافيون دون الحاجة إلى تأشيرة من رئيس اتحاد الكرة ومدرب المنتخب.

حين رفض وحيد جميع محاولات التسوية، قالوا له لا تفتح جبهة ثانية، فجنود زياش لم يسلموا السلاح ولم يخلفوا الوعد مع القطيعة، حينها لملم الصربي ذخيرته ومضى يصقل لسانه تحسبا لأي هزيمة.

 اليوم علينا أن نسدد الضرائب في وقتها ونرفع سقف عائدات عمالنا في الخارج ونطور الفلاحة ونحسن نسل الماشية ونستخرج المعادن، حتى نوفر مرتبات المدربين الأجانب ونلبي نزواتهم.

قبل أن يشد المنتخب المغربي لكرة القدم الرحال إلى الكاميرون للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ودعه وفد وزاري مكون من أربعة وزراء ويتعلق الأمر بشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ومحمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بحضور فوزي لقجع الذي يحمل قبعتي جامعة الكرة والميزانية. كل هؤلاء الوزراء عجزوا عن توفير طائرة. ففي زمن الطائرات المسيرة عن بعد، كيف لا تظهر كائنات صحافية من فصيلة الدرون.

لقد كانت الصحافة عين الشعب قبل أن يعينوا حارسا على العين، برتبة رئيس خلية الإعلام، ويمنحوه صلاحية ترويض الصحافيين فقط من أجل رحلة جماعية، بينما داس حواريوه على الميثاق الإعلامي وحولوه إلى أشلاء. وإذا ظهرة بؤرة صحافية متمردة تدخلت لجنة الأخلاقيات وباسم رئيس الجامعة تصدر الأحكام.

في الآخرة المنافقون في الدرك الأسفل من النار، لكنهم في الدنيا في الصفحات الأولى من بعض الصحف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *