الرباط: محمد سليكي

في تطور لافت لما بات يعرف بـ”ليلة السطو على الشرعية”، وجه قبل قليل المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ضربة موجعة إلى أنصار سمير كودار، فقد على إثره محمد الحموتي، الذراع الأيمن لـ”بوجلابة”، منصبه كرئيس مفوض للمجلس الفيدرالي.

وقال مصدر رفيع المستوى لموقع le12.ma، إن حكيم بنشماش، قال أمام أعضاء المكتب السياسي، الذي تغيب عنه عضوان فقط، إنه لا يعترف بالقرارات غير الشرعية المتخذة عقب إعلانه السبت المنصرم، رفع جلسة إنتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع.

وأكد مصدرنا، أن الأمين العام، ذكر خلال هذا الاجتماع، الذي عُقد بقاعة الاجتماعات بـ”كولب نوتيك” بسلا، بأنه رفع تلك الجلسة لانتفاء أبسط شروط، إستمرارها في جو يضمن التقيد بالأعراف الديمقراطية، لإجراء ذلك التمرين الديمقراطي.

وأضاف مصدر le12.ma، أن بنشماش، إستعرض أمام أعضاء المكتب السياسي، ملابسات إصداره تبعا لذلك، بلاغا في الموضوع إلى الرأي العام، موضحا أنه على الرغم من كون مضمونه كان واضحا، فإن الطرف الآخر تمادى في خرق القانون وتحدي مؤسسات الحزب في محاولة لفرض أمر الواقع، عبر أساليب وصفها بـ”غير اللائقة”.

وشدد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يقول مصدرنا، على بطلان كل الإجراءات والقرارات التي اتخذها المعنيون بالأمر، وعدم اعترافه بها، مبرزا أنه كأمين عام لجميع مناضلات ومناضلي الحزب، لا يمكنه أن يقبل على نفسه أن يتحول إلى”شاهد زور”.

وأعلن الأمين العام، يضيف مصدرنا، عن حزمة من الإجراءات الرادعة، والتي حظيت بإجماع عضوات وأعضاء المكتب السياسي، لعل من أبرزها سحبه تفويض رئاسة المجلس الفيدرالية، من محمد الحموتي، ومراجعة عدد من القرارات التي سبق أن اتخذها هذا الأخير بموجب هذه الصفة، بعدما” أساء إلى الحزب وعدد من المناضلين”، يؤكد مصدرنا على لسان بنشماش.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن الأمين العام أبلغ عضوات وأعضاء المكتب السياسي، بأنه سيتولى مستقبلا شخصيا رئاسة المجلس الفيدرالي، كما قرر المكتب السياسي بإجماع الحاضرين، تأييد رغبة الأمين العام في عرض ملف” أحداث جلسة انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع”، على لجنة التحكيم والأخلاقيات، لفتح تحقيق في خروقاتها، واتخاذ ما تراه مناسبا بشأنها من قرارات تأديبية.

وتعهد الأمين العام، أمام المكتب السياسي، بعرض جميع وسائل الإثبات من وثائق وفيديوهات أمام لجنة التحكيم والأخلاقيات، حتى تكون أحكامها محايدة وعادلة ومنصفة للجميع، يقول مصدرنا، معبرا في ذات الوقت عن “أسفه الشديد لاضطراره إلى سلك هذا الطريق”. وهو ما يهدد بطرد عدد من أتباع “بوجلابة”، وتجميد عضوية آخرين.

وخلص مصدرنا إلى القول، إن بنشماش، فتح أمام عضوات وأعضاء المكتب باب مناقشة مشاريع قرارات هذا الاجتماع الذي جرى تسجيله بالفيديو، قبل المصادقة عليها بالإجماع، لكن، لا أحد تناول الكلمة باستثناء عضوان عبرا عن تزكيتهما للقرارات المعلنة، فيما الباقون وخاصة أتباع “بوجلابة”، صوتوا بالموافقة، وصاموا عن المناقشة، إذ لم يحركوا ساكنا، كما لو أن على رؤوسهم طير.
 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *