إعداد: عبدو المراكشي

هي أسماء كثيرة حلّقت بعيدا عن أرض الوطن لتصنع تاريخها في المهجر. من الرياضة إلى السياسة، فالثقافة والبحث العلمي والاقتصاد وعلم الاجتماع.. أسماء لمعتْ في شتى الميادين، فرّقتها الجغرافيا ووحّدها اسم المغرب.. ونقدّم لكم لمحة عن بعضهم في هذه الفسحة الرمضانية.

 

لمع ضيف حلقة الليلة في أعلى مستويات الإنتاج، مع مشاهير العالَم.

سافر إلى السويد في عمر الـ19، كما قال يوما في حوار تلفزيوني، من أجل لقاء فرقة “Europe” لإعجابه الشديد بأغنيتها الشهيرة “The final countdown”، وكذلك من أجل دراسة الموسيقى والاحتراف فيها. وأضاف في الحوار ذاته أن والديه منعاه من تحقيق حلمه الموسيقي قبل أن يكمل دراسته الثانوية، خاصة أنه فكر في الهجرة وهو في الـ16.


وهو ابن الـ18 سيغادر “ريدوان” (نذير الخياط) مدينة تطوان في اتجاه السويد، مطاردا حلما لم يتحقق في أرض الوطن…

بعد ذلك بسنوات وصل “ريد وان” (أو “رضوان”) إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وسيواجه قسوة الحياة هناك. لكنْ، بعد سنوات من التحدّي والدراسة والتخطيط، سيجد ريدوانْ طريقه إلى النجاح والشهرة العالمية، بعد إنتاج وتلحين وكتابة كلمات أشهر أغاني فنانين عالميين، لعل أشهرهم مايكل جاكسون


لم يتقبل ريدوان أن يعود “منهزما” إلى العائلة وإلى الوطن رغم ما كان أعيشه في أمريكا من فشل مخيب وظروف صعبة. كان يقضي يومه في “معاركه” مع المسكن والمأكل وغيرها من شؤون الحياة.

كانت طموحاته وأحلامه كبيرة وهو يسافر خارج المغرب. ظن أن كل شيء سهل ويمكن تحقيقه بيسر.

عاش لحظات كثيرة في دوامة فقدان الأمل بعد رفض العديدين التعامل معه، رغم اجتهاده كثيرا في عمله، ما شكّل له في لحظات، مصدر إحباط سنوات طويلة، لكنه واصل البحث عن بارقة أمل.

في 2006 كاد يستسلم ويغادر أمريكا ويعود إلى زوجته وإلى المغرب، وقد ضاقت به الدنيا هناك ولم يحقق أي خطوة في حياته العملية. كان قد استنفد كل جهده سنوات متوالية دون نتيجة. لكن زوجته أقنعنته بالبقاء مدة ثلاثة شهور أخرى.. وكانت المدة منعرجا مهما في حياته ومساري الفني.

تعامل ريدوان مع فنانين عالميي وأنتج بعض أشهر الأغاني والأعمال الفنية لأصوات ذات شهرة عالمية. ونال، بفضل إنتاجاته، العديد من الجوائز العالمية في مجاله، كما وشّحه الملك بوسام الاستحقاق الفكري. وعن هذا التوشيح قال، في حوار، إنه “يمثل لي الشيء الكثير.. هذا الوسام الذي شرفني الملك به يمثل حياتي وقيمة كبيرة في عمقي الوجداني وفخرا لي أمام عائلتي وأصدقائي.. ويمثل أيضا دافعا للشباب المغاربة في الإيمان بأن لهم القدرة على تحقيق أحلامهم ونيل العالمية لو أرادوا ذلك دون ملل، وفي أي بلد في العالم”.

صحيح أنه عاش في السويد بطريقة غير شرعية بعد انتهاء صلاحية تأشيرته، وعاش حياة صعبة اضطرته إلى النوم على الأرض والاشتغال في مهن بأجورٍ “هزيلة” لكن كل ذلك لم يمنعه من مواصلة البحث عن حلمه هناك.

ثم أنتج لكبار النجوم، مثل مايكل جاكسون وليونيل ريتشي وميكا وإنريكي إغليسيا. كما أنتج ألبومات لمشاهير من حجم جنيفر لوبيز.. وتعود به الذاكرة إلى ديب بيربل وليد زيبلين وبوب ديلان و”رولينغ ستونز” وجيمي هندريكس وخوليو إغليسيساس وديميس روسوس.. وغيرهم من أعلام طبعت روح هذا الفنان، الذي شغف منذ الصغر بكل أنواع الآلات الموسيقية، وخصوصا الغيتار.

ساهم ريدوان في إدخال اسم المغرب في أغنية “أون ذو فلور” للنجمة الأمريكية جينفر لوبيز، التي تتردد فيها كلمة المغرب باللغة الإنجليزية.

وعن ذلك قال إنه من منطلق فخره بمغربيته يحرص على أن يقدّم صورة جميلة عن بلديه، وهذه مسؤولية ثقيلة تقع على كاهلي، لهذا أفكر في الطريقة المثلى التي تمكّنني من أن أضع المغرب في صورة العالمية.. وأنا فخور لأنني حينما ألتقي بشباب مغاربة، وغير مغاربة، في جميع دول العالم، يتحدثون عن المغرب من خلال أغنية جنيفير لوبيز.. إنه شعور بالنشوة والفخر وشيء عظيم أن يحس به المرء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *