عمر أبولعلاع -le12.ma

 

كلما اقتربت نهاية الموسم الكروي عندنا في هذا البلد السعيد سمعنا صرخة هذا الفريق أو ذاك يشتكي ويولول وينذب حظه، مثل حمل وديع من وحش البيع والشراء والتماطل والتهاون والتساهل.. في مشهد ألفناه وحفظناه ومللنا منه. وكأننا البلد الوحيد في العالم الذي تُشم من كرته روائح تزكم الأنوف وتصيبها بالزكام والأنفلونزا أشد وطأة من أنفلونزا الخنازير. وكأن كرتنا هي الشريفة العفيفة الطاهرة دون سواها. وكأن كرتنا نظيفة نظافة الصيني بعد غسيله.

في تطوان، التي تعيش أسوأ وأحلك أيامها الكروية، دقت طبول الشكاوى من رائحة فساد شُمًت من آلاف الأميال في مباراة الكوكب المراكشي، الذي يصارع من أجل البقاء ويوسفية برشيد، الذي لم تهمه ناقة ولا جمل بعدما ضمن إستمراريته لموسم آخر بين الكبار.

تطوان التياشتكت واحتجت أفلتت بجلدها من النزول الموسم الماضي من نزول محقق، وبمعجزة لا تخلو من الشوائب والقيل والقال.. بعدما بصمت على إياب خرافي طرحت حوله أكثر من علامة استفهام محيرة وتعجب من فريق جمع نقيطات محسوبة على رؤوس الأصابع إلى فريق “سوبرمان”.

أهل تطوان الكرام الذين يشتكون لم يعيدوا ترتيب بيتهم الداخلي. من جديد وجدوا أنفسهم على حافة السقوط، وهو أمر طبيعي لفريق فقدَ كل مقومات النجاح أن يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه. وأن يجد القائمون عليه مبررات وتبريرات واهمة لفشلهم الذريع في تسيير شؤون فريق كان حتى وقت قريب بطلا وممثلا للكرة المغربية في مونديال الأندية.

وعلى أي أسس اعتمد عقلاء تطوان حول تهمة البيع والشراء في مباراة الكوكب المراكشي ويوسفية برشيد؟

أمر عادي أن يفوز الكوكب، وهذا ليس دفاعا عن المراكشيين، بالأربعة والخمسة والستة، وهو ليس أمرا دخيلا ولا جديدا في عالم الكرة. وأمر عادي أيضا أن يلعب برشيد بالفريق الثاني أو الثالث، أو حتى بفريق من المجانين والحمقى، بما أنه باق في قسم الأضواء.. وهو أمر متعارف عليه حتى في الليغا الإسبانية، أشهر الدوريات في العالم، التي يعشق التطوانيون مبارياتها ويتابعونها بشغف كبير.

ما كان على مسيري تطوان المحترفين أن يلعبوا بهذه الورقة الخاسرة، ما كان عليهم أن يُخفوا الشمس بغرابيل مثقوبة. ما كان عليهم أن يسعوا إلى تبرير فشلهم بمبررات عششت في كرتنا المغربية منذ ولادتها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

صحيح أن كرتنا ناقصة وفيها كل العيوب وتجمع كل شوائب كرة القدم في العالم الثالث، الهاوية في مضمونها والمحترفة في شكلها، هي حقيقة علينا أن نعترف بها طواعية، كرتنا فيها رؤوساء متسلطون متجبرون ومكاتب مسيرة ديكتاتورية، تعتمد في انتخابتها على ديمقراطية الغضب، وقوانين تذكرنا بقانون ساكسونيا، تطبق على كبار الأندية فقط بينما تنزل بأحكام حمو رابي على صغار الفرق.. كرتنا فيها كل عيوب الكرة الفاسدة.

لكنْ أن نظل نعزف على الوترة نفسها كلما دعت الضرورة إلى ذلك فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، في زمن المناداة بالاحتراف والشفافية والديمقراطية، التي لا تتمتع بها حتى جامعة كرة القدم، أعلى جهاز كروي في البلاد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *