حلقة اليوم، سنتعرف على المشروع الجماعي الإرهابي، ولواحدة من أخطر خلايا تنظيم “داعش”المفككة بالمغرب، التي كانت تخطط لترويع الأمينين بالمملكة. المسماة خلية”أشبال الجهاد”…وزعيمها المدعو” الصحراوي”.. وقصته من “سمسار” إلى “قائد بلا مجد”.
محمد سليكي
ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.
وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة.
وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…
في حلقة اليوم، سنتعرف على المشروع الجماعي الإرهابي، ولواحدة من أخطر خلايا تنظيم “داعش”المفككة بالمغرب، والأسلحة النارية والبيولوجية، التي كانت تخطط لاستعمالها، في ترويع الأمينين بالمملكة. المسماة خلية”أشبال الجهاد”…وزعيمها المدعو” الصحراوي”.. وقصته من “سمسار” إلى “قائد بلا مجد”.
في الثامن عشر من فبراير من عام 2016، سيستفيق العقل المدبر لهذه الخلية على وقع اقتحام كومندو، من المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لمأواه في أحد المساكن الآمنة، وسط حي شعبي في مدينة الجديدة.
لم يُبد أمير تنظيم الدولة الإسلامية على رأس خلية “أشبال الجهاد”، المدعو “م. ل.”، الذي يتحدر من العيون، والذي يعمل “وكيلا عقاريا” (سمسار) أي مقاومة تذكر، على الرغم من أنه كان نائما تحت ترسانة من الأسلحة موزعة ما بين رشاشات وسواطير ومسدسات وغيرها.
في الطابق الثاني لهذا المقر الآمن، والذي يوجد بجواره مخزن خارجي لـ”البوطاغاز” تابع لمتجر بقالة، سيدل زعيم كتيبة “أشبال الجهاد”، بدم بارد، عناصر”FBI المغرب” على مخازن ترسانة تنظيمه من الأسلحة.
فُرض طوق أمني حول مسرح الجريمة وشرعت عناصر الشرطة العلمية والتقنية، بقيادة العميدين رشيد حجي وأحمد الرامي، في عرض المحجوزات من الأسلحة وسط فناء هذا البيت الآمن، بينما ظل الرأس المدبر لهذه الكتيبة الإرهابية يسترق السمع وهو معصب الأعين ومقيد اليدين.
ستقود المعلومات الدقيقة التي حصلت عليها عناصر “FBI المغرب” إلى المنحى الخطير لهذه الشبكة الإرهابية، التي خططت لاستقطاب قاصرين وجنّدت أحدهم لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة بعد تلقيه دروسا ميدانية في قيادة السيارات، ومنها سيارة من نوع “هوندا”، بيضاء اللون، جرى حجزها لفائدة البحث.
كانت عناصر هذه الشبكة، ومنهم المدعون “م. ح.”، و”م. م.” و”م. ق.” و”م. س.” سيتدربون على هذه الأسلحة في منطقة ضواحي طانطان من أجل تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية كانت ستستهدف ضرب مؤسسات حيوية وحساسة، بإيعاز من قادة ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
سيَظهر التوجيه الخارجي لخلية “أشبال الجهاد” المسلحة في تلقيهم أوامر باستقطاب المزيد من العناصر المتطرفة للانضمام إلى مخططهم التخريبي في أفق خوض حرب عصابات واسعة النطاق، بتأطير فعلي وميداني من قياديين داعشيين متمرّسَين كان أحدهما يوجد في تركيا.
عبد الحق الخيام، مدير مكتب الأبحاث القضائية، الذي وصف خلية “أشبال الجهاد” بـ”لأخطر على الإطلاق” من بين الخلايا المسلحة التي فككها”البسيج”، سيقول إن الأسلحة المحجوزة قادمة من لبيبا وإنه “لأول مرة سيجري حجز سلاح حربي بمنظار للقنص عن بعد، بالإضافة إلى مواد كيماوية سامة قاتلة تستعمل في المبيدات، عبارة عن سلاح بيولوجي ومجسم مرسوم لصاروخ”.
سيكشف والي الأمن الخيام أن هذه الخلية كانت تنوي إنشاء مركز تدريب في منطقة “سهب الحرشة “في منطقة طانطان كقاعدة خلفية لاستقطاب الراغبين في الانضمام إلى تنظيم “داعش” وتهريب السلاح من ليبيا صوب المغرب.
أكدت تحريات “FBI” المغرب، بعد تفكيك خلية “أشبال الجهاد”، التي كانت تستهدف ضرب مقر البرلمان وثكنات عسكرية وفنادق وسياحا وترويع آمنين، وجود تنسيق بين عدد من عناصر الخلية وعصابات في جبهة البوليساريو كحاضنة للإرهاب في تندوف فوق التراب الجزائري، ما يدلّ على عدم تعاون الجزائر مع المغرب في محاربة الإرهاب.