م. الحروشي

يبدو أن تنامي ظاهرة الابتزاز الجنسي في الوسط الجامعي، على خلفية فضحية الجنس مقابل النقط قد دفعت برئاسة عدد من الجامعات المغربية إلى التفكير في آليات ردع استباقية.

وفي هذا الإطار تفيد معطيات جريدة Le12.ma عربية، عممت رئاسة جامعة محمد الأول في وجدة منشورا يحث الطلبة على التبليغ على التحرش الجنسي عبر الاتصال بخط أخضر سري وبريد إلكتروني خاص بهذه العملية.

وقال رئاسة الجامعة في منشورها:” تخبر رئاسة جامعة محمد الأول في وجدة جميع الطلبة أنها وضعت بريدا إلكترونيًا ورقمًا أخضرًا للتواصل والتبليغ عن كل التجاوزات التي ترتبط بالتحرش الجنسي”.

وأضافت رئاسة الجامعة، أن تتعهد بالحفاظ على سرية وهوية المتصلين.

وكانت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات بداية الشهر الجاري ، في قضية ما بات يعرف بـ”الجنس مقابل النقط” التي هزت كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، والتي تورط فيها خمسة أساتذة جامعيين.

ووفق مصادر محلية، فإن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، وبعدما استمع إلى الأساتذة المتهمين في الملف لما يفوق خمس ساعات، قرر توجيه تهمة “هتك عرض أنثى بالعنف والتحرش الجنسي”، لأستاذ الاقتصاد ومتابعته في حالة إعتقال، فيما أحال ملفات أربعة أساتذة جامعيين على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة نفسها من أجل الاختصاص.

وأفادت المصادر ذاتها، أن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسطات، قرر في ساعات متأخرة من مساء أمس، متابعة كل من رئيس شعبة القانون العام  وأستاذ تاريخ الفكر السياسي، في حالة اعتقال بتهمة “التحرش الجنسي والتحريض على الفساد والتمييز بسبب الجنس، وذلك بربط تقديم منفعة مبنية على ذلك، وإهانة الضابطة القضائية بالتبليغ على جريمة يعلم بعدم حدوثها والعنف في حق امرأة من طرف شخص له سلطة عليها واستغلال النفوذ والتزوير في وثيقة تصدرها إدارة الكلية”.

كما تمت متابعة الأستاذ منسق ماستر المالية العامة ورئيس شعبة الإقتصاد والتدبير في حالة سراح  بكفالة قيمتها 50 ألف درهم، و20 ألف درهم، وذلك لتورطهما في تهمة ”التحرش الجنسي والتحريض على الفساد والتمييز بسبب الجنس وذلك بربط تقديم منفعة مبنية على ذلك والعنف في حق إمرأة من طرف شخص له سلطة عليها”.

وذكرت المصادر نفسها، أن عميد الكلية المذكورة قدم استقالته بعد التحقيقات القضائية التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعدما انفجرت واقعة “الجنس مقابل النقط” في كلية الحقوق بسطات بعد تداول رسائل وتسجيلات على تطبيق “واتساب” توثق لابتزاز أساتذة للطالبات واستغلالهن جنسيا مقابل منحهن نقطا غير النقط الأصلية.

يذكر أن المندوبية السامية للتخطيط، كانت قد أفادت في أبريل المنصرم، أن العنف النفسي يشكل غالبية حالات العنف الزوجي (94%) التي يتعرض لها الرجال.

وأوضحت المندوبية، في مذكرة حول تمييز العنف بين النساء والرجال والتصورات الذكورية للعنف، أن نسبة العنف الجنسي تمثل 21% من مجموع أشكال العنف المرتكب ضد المرأة في مكان العمل (مقابل 2% عند الرجال)، و37% في مؤسسات التعليم والتكوين (مقابل 14% عند الرجال)، و42% في الأماكن العامة (مقابل 8% لدى الرجال).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *