إعداد: عبدو المراكشي

هي أسماء كثيرة حلّقت بعيدا عن أرض الوطن لتصنع تاريخها في المهجر. من الرياضة إلى السياسة، فالثقافة والبحث العلمي والاقتصاد وعلم الاجتماع.. أسماء لمعتْ في شتى الميادين، فرّقتها الجغرافيا ووحّدها اسم المغرب.. ونقدّم لكم لمحة عن بعضهم في هذه الفسحة الرمضانية، اليوم مع الممثل المغربي سعيد التغماوي.

 

كثيرون يعرفونه ممثلا “أمريكيا”، لكنه من أصل مغربي أمازيغي. يتحدر سعيد تغماوي، الذي عرفه المشاهد المغربي من خلال فيلم “علي زاوا” لنبيل عيوش، من قرية تقع قرب مدينة الصويرة.

بدأ سعيد التغماوي، الممثل والسيناريست المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، مسيرته الفنية في التسعينيات، من خلال فيلم “الكراهية” للمخرج مارتيو كاسوفيز، الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان “كان”، واشتهر بأدائه مجموعة من الأدوار العالمية.

انضمّ التغماوي إلى أكاديمية الأوسكار العالمية المكلفة باختيار الأفلام والممثلين المرشحين لنيل جوائز الأوسكار. وقال، في حسابه على موقع Instagram، إنه اختير للانضمام إلى الأكاديمية العالمية. وأصبح بذلك ثالث مغربي ينضم إليها، بعد نبيل عيوش وخديجة علمي.

شارك سعيد التغماوي في الموسم الخامس من السلسلة الأمريكية الشهيرة ” لوست” ولعب سعيد التغماوي دور “سيزار” وهو فرنسي غامض يلتحق بالجزيرة التي تدور فيها أحداث السلسلة الأمريكية الشهيرة.

ويعدّ التغماوي، المولود لأبوين مغربيين في 19 يوليوز 1973، أشهر ممثل من أصل مغربي دخل إلى هوليود، إذ لعب أدوارا مهمة في عدة أفلام، منها “الحقد” لماتيو كاسوفيتس، الحائز على جائزة أحسن إخراج في مهرجان كان 1995. كما مثل مع المخرج الإيطالي إليساندرو “بستاني الجنة” و”هروين” لجيرارد كراوسزيك و”مراكش إكسبريس” رفقة الممثلة الشهيرة كيث وينسلت.

وشارك التغماوي هذا العام في سلسلة “بيت صدام” التي أنتجتها قناة “بي بي سي”، ولعب دور برزان الحسن التكريتي، شقيق الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

في 2009 أشادت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية بالممثل المغربي سعيد التغماوي، مسجلة أنه تمكن من أن ينحت له اسما في هوليوود ويتميز بكونه “واحد من أبناء جيله من الممثلين الذين يعملون أكثر”. وتابعت الصحيفة أن سعيد تغماوي (36 سنة حينذاك) الذي شارك في 57 فيلما، لعب أدوار البطولة في 31 منها، قد بدأ مشواره في فرنسا بفيلم “الكراهية” (1995) قبل أن يواصل مساره المهني في الولايات المتحدة، حيث تميز في أدوار مختلفة.

ووصف المصدر ذاته سعيد التغماوي بـ”الممثل الجيد”، وقالت إنه “بعد نجاح فيلم “الكراهية، هاجر الممثل فرنسا هروبا من لائحة الأدوار النمطية، فمثل في إيطاليا وكافح في لوس أنجليس لبناء اسم له هناك. وظل مثل جنبا إلى جنب مع جورج كلوني في “ملوك الصّحراء”. كما ظهر مع كيت وينسلي في فيلم “مراكش إكسبريس”.

في “جي . إي . جو” (2009) يذهب سعيد لـ”إنقاذ البشرية جمعاء من خلال موهبة قرصان معلوميات”، كما التحق بالسلسلة الأمريكية “لوست” في موسمها الخامس.

وأضافت “ليبراسيون” أن الفنان المغربي لعب الدور الرئيسي في كليب الألبوم الأخير للفرقة الأيرلندية الأسطورية “يو 2″، الذي صُور في فاس.

حظي سعيد التغماوي بالتكريم في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وقال المنتج عمر جوال، الذي سلم النجمة الذهبية للفنان سعيد التغماوي، إن التغماوي  “شاب مدهش على عدة مستويات وأدى أدوارا مذهلة بفضل شغفه بالعمل وصقله لموهبته”، معتبرا أنه “مواطن عالمي وسفير للمغرب يرفع بشموخ قيم التسامح العالمية”. وتابع جوال، الذي اشتغل إلى جانب التغماوي بالخصوص في شريطي “مراكش إكسبريس” و”موقاديشيو ويلكوم”، أن تنوع أدوار التغماوي في العديد من الأفلام التي مثل فيها يجعله “شخصية فريدة ذات قيم إنسانية دون أن يغفل التشبث بجذوره الثقافية”.

جوابا عن سؤال حول سر نجاحه في تكريس اسمه في السينما العالمية، قال التغماوي إن ذلك يعود أساسا إلى “المثابرة والتضحية”، مشبها نفسه بـ”صعلوك يتدثر بالسماء”، في إشارة إلى كثرة ترحاله.

ونختم بالإشارة إلى أن سعيد التغماوي، المزداد بفيلبانت، فرنسا، في 1973 من أبوين مغربيين، بدأ حياته ملاكما، قبل أن تتضح مواهبه السينمائية في 1994 من خلال فيلم “La haine” (الكراهية) لماتيو كاسوفيتس، الذي حاز على جائزة الإخراج في مهرجان “كان” في 1995، كما أسلفنا وأيضا على جائزة فيلكس الذهبية في مهرجان برلي  وثلاث جوائز “سيزار”.

بعد ذلك سطع نجمه في “ثري كينغز” و”آي جو” وسلسلة “لوست” وفي فيلم “كايت رانر” وفيلم “فانتغ بوينت”. وقبل ذلك مثّل مع المخرج الإيطالي إليساندرو في “بستاني الجنة” وفي “هروين” لجيرارد كراوسزيك وفي “مراكش إكسبريس” إلى جانب الممثلة الشهيرة كيث وينسلت، بطلة “تيتانيك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *