يبدو أن العلاقة التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحزب العدالة والتنمية، والتي عادة ما تعود إلى واجهة الأحداث مع كل استحقاق انتخابي، لم تعد تقتصر ربما، على تبادل رسائل البرغماتية السياسية بينهما، بقدر ما انتقل الأمر إلى تكريس هذه العلاقة، على مستوى عدة مستويات.. على نحو بات يثير ريبة وغضب أكثر من جهة،  تجاه هذه العلاقة المثيرة للجدل..

في ملف هذا العدد، تضع صحيفة “le12.ma”، تحت المجهر، العلاقة الأمريكية- البيجيدية، من النشأة إلى التطور، وتكشف في شهادات وأسرار عن حقائق روابط إخوان ابن كيران بالأمريكان.. إليكم الحلقة الثالثة، من هذا التحقيق السياسي.

 

محمد سليكي

في عز حملة السباق الانتخابي نحو مقاعد مجلس النواب، عام 2016، سيرد عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لهيلاري كلينتون، مرشحة الرئاسة الأمريكية وقتها، جميل تأييدها المفترض بالتمديد لحكومته، بإعلان دعمه القوي لحظوظها في الفوز على حساب منافسها الجمهوري، دونالد ترامب.

لذلك سيرجح عبد الإله ابن كيران، في حوار أجرته معه قناة “الحرة” الأمريكية، هيلاري كلينتون لرئاسة أمريكا، في وقت قال فيه عن منافسها:”دونالد ترامب يخيفني”، مضيفا في معرض حديثه على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون: “رغم أنني لم ألتقيها في حياتي فهي تعتبر الأنسب للعلاقات المغربية الأمريكية”، مردفا “أعرف أنها صديقة للمغرب، ومن مصلحة البلدين أن تكون هي الرئيسة للولايات المتحدة”.

موقف ابن كيران، المتخوف من المرشح الجمهوري ترامب، يعود ربما إلى اتهام هذا الأخير لمنافسته هيلاري كليتنون،”بدعم التطرف والمتطرفين”، وذلك على خلفية تأييدها المفترض لولاية ثانية لحكومة حزب العدالة والتنمية، وهو التأييد، الذي كان قد أثار غضب أحزاب المعارضة، وقواعد واسعة من الشعب المغربي.

بينما خرج عدد من قادة الأحزاب السياسية للتعبير عن مواقفهم الرافضة لمثل هذه التصريحات لعل من أبرزهم إدريس لشكر زعيم الاتحاد الاشتراكي المعارض، سيلوذ الحزب المعني، الصمت الرسمي، عن صريح حول ما وصف بالتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي المغربي، في حين يرى مراقبون، أن كتائبه الالكترونية، تولت مهمة الترويج لهذا التصريح المفترض، والذي صنفه البعض، في خانة الإشاعة الانتخابية المخدومة، لفائدة حزب العدالة والتنمية.

غضب خصوم ابن كيران، من علاقة حزبه الملتبسة مع جهة بأمريكا على غرار عدد من الأحزاب الموالية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، سيدفعه ربما إلى التصريح بالقول”علاقتي بأمريكا لا تتعدى تمثيل جلالة الملك في المناسبات التي يتم استدعائي لها والعلاقات الخارجية محفوظة للملك ولا دخل للحكومات فيها”.

في هذا الحوار الذي أجرته معه،”قناة الحرة” الأمريكية، عشية انتخابات المغرب التشريعية، سينفي عبد الإله ابن كيران، علاقة حزب العدالة والتنمية بالإخوان المسلمين، متسائلا: “ألا يوجد أحد يمكن أن يصدق أن لا علاقة لنا بالإخوان؟”.

ابن كيران، الذي هرب من الخوض في تأكيد أو نفي، علاقة حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزبه، بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، سيقول إن”علاقتنا بالإخوان المسلمين انتهت في 1981″. وهو التنظيم العالمي الذي تحظى أحزابه السياسية بدعم الإدارة الأمريكية حسب  تقلبات مصالحها الجيواستراتجية في العالمين العربي والإسلامي”.

في ذكر هذا التاريخ، برأي مراقبين، اعتراف صريح من قائد الحزب الحاكم، على قدم علاقة، حركته بالإخوان المسلمين، التي انتقلت من الإصلاح والتجديد إلى التوحيد والإصلاح، قبل الاندماج في حزب عراب الإسلاميين الراحل عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، إلى جانب ابن كيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *