حسن عين الحياة

 

التيمات نفسها والمضمون الفكاهي نفسه يتكرران على الشاشة الصغيرة، في الآن ذاته، وفي وقت الذروة، الذي تكون فيه الروح عطشى للتفكه.. تشعل التلفزيون بحثا عن ذاتك في إبداعات الآخرين، فتجابهك “الرداءة”.. تفر من هذه القناة بحثا عما يوافق ذكاءك كمشاهد وعما يغذي جوعك للفرجة والضحك فتسقط في الوجوه نفسها، التي تتعلم فينا الإضحاك، كما يتعلم الحجام “لحسانة في ريوس ليتامى”.. والأكثر من ذلك، تصطدم بالنمطية القاتلة للطاقات، التي أضحى رمضان في عرفها مناسبة “باش يصوّرو طرف الخبز”.

الآن، مع الأيام الأولى لهذا الشهر الفضيل، ثمة قناعة ترسخت أكثر عند التواقين للفرجة.. هي انخفاض منسوب الكوميديا في قنواتنا الوطنية، مقابل ارتفاع صاروخي في “الضحك على الذقون”. هذا الضحك مع الأسف يمتص ملايين الدراهم من جيوب دافعي الضرائب، والمقابل برامج رمضانية تافهة، مصابة بعسر في التفكًه. تعاني، أكثر من أي رمضان مضى، من ضعف الابتكار والإبداع، لتسقط في الوجوه الموسمية العابرة على موائد الإفطار..

الإضحاك فنّ، والفن ابتكار، والابتكار يقتله التكرار والنمطية و”كوّر وعطي للعور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *