*جواد مكرم 
في سياق عادة ما تحكمه تحريك ورقة الإسلام في تسخينات الصراع الإنتخابي الفرنسي تبرز مساهمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ملف مجلة “الإكسبرس”، وهو يتفاعل مع النقاش الدائر هناك على هامش صدور كتاب “الإله والدين والأدلة”، حيث ظهر  ساكن قصر الإليزي، كما لو أنه “يتبنى موقف التراث الإسلامي بخصوص التعامل مع ثنائية الدين والعلم”. يقول منتصر حمادة الباحث في الإسلام السياسي.
وأكد الباحث في تدوينة له حول الموضوع، “كأن الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون يتبنى موقف التراث الإسلامي بخصوص التعامل مع ثنائية الدين والعلم”.
وتابع حمادة، شارحا :”وهذه إحدى مفاجآت مساهمته في ملف مجلة “الإكسبرس” (16 صفحة) الذي تفاعل مع النقاش الدائر هناك على هامش صدور كتاب “الإله والدين والأدلة”، حتى إن مقدمة المقالة، المحررة من طرف المجلة، اعتبرت أن موقف الرئيس لم يكن متوقعا (inattendu)”.
وأضاف، “ملخص موقفه كالتالي (ترجمة تقريبية): لا تعارض بين الدين والعلم، ثم إن التجربة التاريخية تفيد أن الإيمان كان مرتبطا دوما بتطور العلم. وتفيد الأبحاث أن الإسلام ساهم في تغذية توليد علم الجبر وعلوم الفلك والطب المتقدم”.
وأستطرد حمادة قائلا : “صحيح أنه أحال على مرجعية الدولة الفرنسية في تدبير ثنائية الدين والعلم، أي المرجعية اللائكية (نسخة متشددة من العلمانية)، ولكن هذه الإحالة تلتها إشارة صريحة مفادها أن الوفاء لتلك المرجعية يقتضى أن تكون فرنسا غاية العقلانية وروحانية بقوة”.
ولفت منتصر حمادة الباحث في الإسلام السياسي الإنتباه الى أن:”المقصود هنا بموقف التراث الإسلامي، ذلك التراث الذي استشهد به ماكرون مثلا، فالأحرى ما جاء في أعمال اشتغلت على مساهمات العلماء المسلمين في الاكتشافات العلمية”، موضحا “أن الأمر يهم تراثا لا علاقة له بالانحراف الراهن الذي نعاينه في تعامل بعض الأيديولوجيات الدينية والمادية مع الثنائية نفسها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *