ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.

وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة. وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…

الحلقة الاولى، من هذه السلسلة، ستكون حول ليلة اعتقال الرأس المدبر لما  سمي ب “خلية ابن تاشفين”، التي صنف سقوط أفرادها   في قبضة رجال” البسيج”، بمثابة الصيد الثمين..

محمد سليكي

 

لم يكن مارس 2015 بالشهر العادي في تاريخ المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، فقد سقط خلاله في شباك المخابرات المغربية، على نحو غير مسبوق، صيد ثمين، سواء من حيث التعداد أم من حيث العتاد.

ففي غضون الشهور الأولى من هذه السنة، ستتوصل مصلحة تحليل المعلومات في وزارة الداخلية بتقرير مفصل حول 13 ذئبا منفردا باتوا على أهبة الاستعداد لتنفيذ مخطط إرهابي خطير تحت راية تنظيم “داعش” الإرهابي، يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة.

لقد كان هذا التقرير، يحمل بصمات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا باسم الـ”D.S.T”، لكنْ دون استبعاد المشاركة الوازنة للأجهزة الاستخبارتية الموازية في إعداده، وفي مقدمتها المخابرات الخارجية “لاجيد” والمخابرات الداخلية “.D. A. I”.

وضعت الأجهزة الاستخباراتية المعنية حركات وهمسات هذه الذئاب المنفردة تحت مجهر العين التي لا تنام أكثر من خمسة شهور قبل تاريخ تفكيك خليتهم في تسع مدن مغربية، وهي الخلية الأكبر التي جرى اكتشافها، من حيث تعدادها وترسانة عُدّتها الحربية، التي أُدخِلت عبر مدينة مليلية المحتلة، شمال المغرب.

بأمر من المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، سيتحرك المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، وفق معلومات دقيقة، نحو الهدف، والمهمة: “اعتقال أعضاء خلية “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين”، لكنْ دون إراقة قطرة دماء.

كانت المعلومات المتوفرة، تفيد بأن هذه الخلية التابعة لما يسمى “ولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين”، الموالية لتنظيم “داعش” بقيادة الإرهابي أبي بكر البغدادي، مسلحة وبأن جميع الاحتمالات وقت تفكيكها واردة.

لذلك سيعلن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية (الـ”بسيج”) حالة استنفار في صفوفه وسيستدعي لهذه المهمة فرَق النخبة في مكافحة الإرهاب وتفكيك المتفجّرات، مستعيناً بفرَق الكلاب البوليسة والقنّاصة…

في فجر الثاني والعشرين مارس 2015، ستتحرك هذه الفرق، جوا وبرا، لتنفيذ أمر تفكيك هذه الخلية المسلحة الخطيرة.

ستحل هذه الفرقة من قوات النخبة، ضيفا ثقيلا على 13 ذئبا منفردا في تسع مدن مغربية، هي أكادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية.

بالمقابل كانت غرفة إدارة العلميات المركزية تتابع عن كثب تدخلات فرقها الميدانية لتفكيك خلية “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين” في المدن المذكورة، لكنْ مع إيلاء اهتمام خاص لعملية أكادير..

الاهتمام الملحوظ بخلية أكادير، سيبرر بكون زعيمها، المدعو “م. الباشا” والملقب بـ”أبي فارس”، ومن معه، كانوا يخبئون ترسانة من الأسلحة النارية في إحدى الدور الآمنة المكتراة في عاصمة سوس، منها حقيبة يدوية مملوءة بالمسدسات الكاتمة للصوت وكمية كبيرة من الذخيرة الحية، تعدادها 440 خرطوشة… وهي أسلحة، بين أخرى، موجهة لمهاجمة عناصر أمنية للاستيلاء على أسلحتها الوظيفية لاستعمالها في مخططها الإجرامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *