*مصطفى لمودن
جميل أن تكون هذه الجوائز، فهي تشجع، وتلفت الانتباه، وبمثابة اعتراف، وحافز على الابداع والجدية، ودافع إلى الانتشار..
– لكن، غالبا ما تقع ردود فعل مختلفة، بعد الإعلان عن الفائزين، لا أريد إصدار أي حكم على هذه الردود.
– عندما تكون الجوائز مقدمة من جهة رسمية، كإحدى الوزارات مثلا، لابد أن تحاط بالشفافية، وأن تكون الأعمال الفائزة جديرة بذلك، وتتوفر على حد أدنى من الأصالة والإبداع وسط جموع المتلقين في حالة الكتاب أو على الأقل نسبة مهمة منهم. بحيث لا يمكن ان نجد من يقول إن العمل الفلاني المنافس أحسن من الذي فاز بعدما يكون مطلعا عليهما معا..
– يصعب ترضية الجميع، وحتى لجان التحكيم تتوفر على وجهة نظرها التي يجب ان تبقى محترمة.. لكن هناك من يشكك في نزاهة بعض اللجان او بعض مكوناتها..
هناك تساؤل آخر:
بالنسبة للمغرب تبقى الأعمال المقدمة لجائزة المغرب للكتاب قليلة جدا! فلماذا يمتنع عدد من المبدعين والمفكرين عن المشاركة، وهي للأسف مقرونة بطلب خطي!
– لماذا لا تتوفر جوائز أخرى تنظمها هيئات أو مؤسسات أو جماعات منتخبة؟
وليس بالضرورة ان تكون الجوائز مالية، فاعظم جائزة ادبية بفرنسا، وهي “الكونكورد” لا تقدم مالا لأحد، ولكن الشهرة التي تحظى بها الرواية الفائزة كل سنة، تكون محط إقبال كبير من طرف القراء.
– فلماذا لا ينظم “الناشرون والكتبيون” جائزة؟
-لماذا لا تنظم الجهات الإثنتى عشر جائزة؟
– لماذا لا تنظم الجمعيات جوائز باسم القراء مثلا؟
– لماذا لا ينظم الخواص وخاصة الذين لهم مؤسسات الدعم جائزة؟
– لماذا لا تنظم الجامعات عبر مسالكها المعنية جائزة؟
– لماذا لا تنظم الجمعيات النسائية جائزة؟
ليس معنى الجائزة طريقة للتسول، يلجأ إليها المبدع(ة) لتغطية خصاص ما.. المبدع (ة) الحقيقي يموت جوعا ولا يتسول بأدبه أو فنه..
ولكن دعم الأدب والفنون والفكر ضرورة حضارية، تستعملها الدول التي تريد لها موقع قدم بين الامم المتحضرة..
فكم من إبداع أو فكر جاب الأفاق، وبقي خالدا أمام الزمن، والأمثلة كثيرة، وقد كان وظل عنوانا بارزا عن شعوب تبدع وتستحق الذكر والخلود. وليس جماعة من التافهين يستهلكون ويمشون في الأسواق كالبعير.
*قاص وكاتب صحفي
