كريم شوكري
توافدت حشود كبيرة من الجماهير الجزائرية المنتمية للجالية المقيمة بفرنسا مساء يوم أمس السبت، على ساحة الشانزليزيه للإحتفاء بتتويج منتخب بلادهم في الكأس العربية التي أقيمت بالملاعب القطرية.
و اضطرت الوحدات الأمنية التي أنيط بها تطويق الشوارع و الممرات المؤدية إلى وسط العاصمة الفرنسية، إلى استعمال القوة لتفريق الحشود الجزائرية التي حولت عاصمة الأنوار إلى طوفان بشري احتل الشبكة الطرقية و أربك حركة السير و الجولان.
و أوردت تقارير إعلامية فرنسية أنه و بالرغم من الخارطة الأمنية التي رسمتها قيادة شرطة باريس منذ يوم الجمعة تحسبا لتكرار أحداث الشغب التي أعقبت نصف نهائي كأس العرب، فإن أفواج الجالية الجزائرية ما فتئت تتحول إلى موج بشري جارف ترتبت عنه حالات عنف و تكسير واجهات المحلات فضلا عن إلحاق الضرر بالمركبات سواء المتحركة أو المركونة في ناصية الشوارع.
و كشفت التقارير نفسها بأن قوات حفظ النظام التي انتشرت بأعداد وافية في المراكز الآهلة و الشوارع الرئيسية، لم تسلم هي الأخرى من مقذوفات أبناء الجالية الجزائرية، الأمر الذي جعل القيادات الأمنية تعطي تعليماتها باستعمال العنف لتفريق الحشود و ملاحقتها على مستوى الممرات و الأزقة الفرعية لحماية المارة و الممتلكات من التخريب.
و كانت سلطات الأمن الفرنسي قد أعلنت يوما قبل موعد النهائي، عن اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية لمنع أي احتشاد جماهيري قد ينجم عن احتفاء الجالية التونسية أو الجزائرية بالتتويج العربي، إلا أن معطيات ميدانية كانت كفيلة بإرباك الوضع الأمني بعاصمة الأنوار، قبل أن تلجأ عناصر الشرطة إلى تدابير أكثر صرامة لفرض النظام.
كما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية بأن مدن فرنسية اخرى قد شهدت احتشادا جماهيريا في صفوف الجالية الجزائرية، دون أن تتخللها أي أحداث عنف باستثناء حالات معزولة.
هذا و تقتضي الترتيبات الأمنية المتخذة سلفا بالعاصمة باريس و غيرها من المدن الآهلة بالجالية المغاربية، استمرار إجراءات اليقظة إلى غاية الساعة السابعة من يوم الأحد الموالي لموعد النهائي العربي، لتوفير مناخ الاستقرار في يوم نهاية الأسبوع الذي يشهد عادة حركية التسوق و الاكتظاظ الطرقي.
من جهتها، اعتبرت جملة من منصات الاعلام الجزائري بأن التصعيد الأمني ضد الجالية الجزائرية المنتشية باللقب العربي، يندرج ضمن تحامل اليمين الفرنسي المتطرف على كل مظاهر التعبير الهوياتي الصادرة عن الجزائريين المقيمين بالجمهورية الخامسة، فيما اعتبرها المتتبعون بمثابة حلقة أخرى ضمن مسلسل المظلومية ضد مؤامرة لا توجد سوى بمخيلة الرعايا الجزائريين.