le12.ma -ومع

 

تنظم المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي في مراكش -أسفي بشعار “سيدي رحال نموذج للتعايش الديني في المغرب” “شهر التراث” -2019،

وفي إطار الأنشطة الإشعاعية لشهر الترت، توقفت القافلة أمس السبت، بمنطقة “سيدي رحال” للوقوف على خصوصية الموروث الثقافي للمنطقة والتعريف بمؤهلاتها التراثية في شقيها المادي واللامادي لما من شأنه أن يسهم في فتح أوراش جديدة أمام الباحثين لتعميق الدراسات والأبحاث العلمية في المجالين التاريخي والتراثي.

واستفاد المشاركون في قافلة التراث، في هذا السياق، وبتنسيق مع المركز الثقافي سيدي رحال ودار الثقافة قلعة السراغنة، من أشغال ندوة تأطيرية حول التراث التاريخي لمدينة سيدي رحال للباحث حسن شوقي، سلط فيها الضوء على أهم المحطات التاريخية التي عرفتها المنطقة وصداها التوثيقي في متن مجموعة من الأبحاث والمؤلفات التاريخية، متوقفا على خصائصها الحضارية وأهم ما تتميز به من مؤشرات متفردة على مستوى الحوار الثقافي والتآلف الديني.

وبتأطير من عبد الإله النمروشي وبتنسيق مع لمياء ريكلما، تم تنظيم زيارات استطلاعية إلى عدد من المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة والتي تعكس مظاهر التعايش الديني، إذ وقف المشاركون على الخصائص المعمارية والتاريخية لمتنزه المولى الحسن الأول، الذي يُنتظر أن يخضع لعملية الترميم من وزارة الثقافة والاتصال بغلاف مالي يصل إلى 7 ملايين درهم، على أن يتم توظيف هذه المعلمة كمركز للتشخيص والأبحاث حول التعايش الديني في المنطقة. كما عاين المشاركون ضريح “أسخيناز بانماي”، الذي يمثل الثقافة الدينية اليهودية، وضريح الولي سيدي رحال وخديمه سيدي داوود كنموذجين للعمارة الإسلامية والفكر الصوفي، ثم الدير الكنسي في تازارت كرمز للثقافة والديانة المسيحية، لتكتمل بذلك لوحة التعايش الديني بين الديانات السماوية الثلاث والتآلف الحضاري الذي تميزت به المنطقة على امتداد قرون من العيش المشترك.

وقد شارك في “قافلة التراث”، التي حلت بمنطقة سيدي رحال قادمة من مدينة مراكش، مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والتراثي وأطر المديرية الجهوية للثقافة والاتصال -قطاع الثقافة والمصالح التابعة لها ومجموعة من الفاعلين الجمعويين المهتمين بالشأن التراثي.

وخلص المشاركون إلى أن المنطقة تتوفر على إمكانات ومؤهلات ثقافية غنية بمقدورها أن تحرّك عجلة الاقتصاد المحلي عبر بوابة السياحة الثقافية، كما تجسد في الآن ذاته نموذجا فريدا من نوعه للتعايش الديني في المغرب.

يشار إلى أن “شهر التراث” في جهة مراكش -أسفي، الذي ينظم بشعار “تراث الجهة: إشعاع وتواصل”، يأتي في سياق الموعد الثقافي السنوي الذي دأبت وزارة الثقافة والاتصال على تخليده في السنوات الأخيرة في الفترة الممتدة من 18 أبريل، الذي يصادف اليوم العالمي للمباني التاريخية، إلى 18 ماي، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *