ريبورتاج العيون: بعثة Le12

 

انتهت، أول أمس الثلاثاء، جولة قيادة حزب الاستقلال في الصحراء بإعلان وتوجيه مواقف ورسائل سياسية، بعضها يهم الداخل المغربي والكثير منها يعني الخارج المغربي، دون أن تنتهي التساؤلات والنقاشات حول العديد من الإنجازات والانتصارات التي سجلها حزب”الميزان”، من على أرضية العيون، خاصة في شباك مرمى الخصوم.

ولعل من أهم وأقوى تلك التساؤلات، هناك سؤال ربما لا يخلو جمع لأهل السياسة من الخوض فيه، يتعلق الأمر بسؤال “من كان وراء ضبط دقات ساعة أكبر  تجمع خطابي لحزب سياسي في زمن “موت السياسية” واستطاع أن يؤمّن حضور نحو 57 ألف مواطن في مهرجان الاستقلال في العيون؟.

بالعودة إلى خبايا وأسرار تنظيم ذلك المهرجان الحاشد، الذي حطم خلاله القطب الصحراوي حمدي ولد الرشيد الرقم القياسي الذي كان بحوزة عبد الإله بنكيران، عندما تمكن الأخير من حشد نحو 40 ألف متابع في تجمع سلا الشهير قبل انتخابات 2015، نجد أن هناك رجلين شكلا علامة فارقة في إدارة وتنظيم مهرجان العيون التاريخي، الأمر يتعلق بكل من سيدي محمد ولد الرشيد، نجل حمدي ولد الرشيد، والحسين لمنور، مالك شركة “سيلفرْ تُورْ”.

لقد لعب الثنائي محمد ولد الرشيد “رجل التنظيم” داخل حزب الاستقلال، والحسين لمنور، الرائد في تنظيم التظاهرات العالمية، دورا محوريا في جعل هذا الحدث ينال احتراما وتقديرا على أكثر من جهة أجمعت على تزكية استحقاق نجاح المهرجان، وفي مقدمتها نشطاء من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد ولد الرشيد، لم يكن وهو يتحمل مسؤولية الإشراف العام على التنظيم اللوجيستكي تحديدا، كالذي يمسك “التليكومند” ليتابع مجريات الأمور من مكتب مكيف، بقدر ما ظل طوال أيام الإعداد والتنزيل لهذا الحدث المهم، يصل الليل بالنهار، سهرا ووقوفا ميدانيا تحت شمس الصحراء، من أجل أن يكون العرس بجميع ألوان النجاح والانتصار.. 

لقد ظل الرجل، شأنه شأن رجل المهام الصعبة، الحسين المنور، وهو يدرك ثقل المسؤولية الملقاة على كتفه، حريصا على وضع النقط على حروف كل صغيرة وكبيره، لإنجاح المهرجان/ الحدث، مستمدا الدعم من التتبع اليومي لوالده، مولاي حمدي ولد الرشيد، والسند من شقيقه سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون -الساقية الحمراء، المعرف بلقب “حمدي الصغير”، فضلا عن حماسة استقلاليات واستقلاليي جهات الصحراء الثلاث، باختلاف مواقعهم التنظيمية.

بيد أن تقاسم محمد ولد الرشيد مع الحسين لمنور، مالك شركة “سيلفر تور”، الرائدة في تنظيم التظاهرات الكبرى، مسؤولية تنظيم هذا الحدث، الذي لم يخلُ من تشويشات، قبْلية وبعدية فاشلة لـ”بوليساريو الداخل والخارج”، سيسهم في إدارة التنظيم المحكم  للمهرجان الخطابي التاريخي لحزب الاستقلال في العيون على إيقاع دقات ساعة سويسرية.

لإنجاح هذا الحدث، سيسخّر لمنور خبرة شّركته في تنظيم التظاهرات العالمية في المغرب، بإمكاناتها اللوجستيكية الضخمة وطاقمها التنظيميّ المحترف.

كان الحسين لمنور، قائد طاقم “سيلفر تور”، بتدخّلاته الميدانية ولمساته الاحترافية وتوجيهاته الصائبة، بمثابة صانع ألعاب لفريق مثالي، يحمل شارة عمادته محمد ولد الرشيد. إذ تمكنا، بجدارة واستحقاق، من كسب تحدي تنزيل بنية استقبال 57 ألف واثق في حزب الاستقلال.. توجت باعتلاء القطب الصحراوي حمدي ولد الرشيد قائمة الشخصيات الحزبية الأكثرَ جاذبية في حشد الناس الى تجمعاتها الخطابية الشعبية، مزيحا بذلك عبد الإله بنكيران من صدارة الشخصيات الحزبية التي تمكنت من حشد زهاء 40 ألف مواطن في تجمّع واحد، وكان ذلك في سلا عشية انتخابات 2015.

محمد ولد الرشيد “رجل التنظيم” داخل حزب الاستقلال، والحسين لمنور، مالك شركة “سيلفر تور” ، هما اذن رجلان، كسبا التحدي والرهان، واثنى على عملهما الناس من داخل وخارج قيادة حزب”الميزان”، بعبارة “ياوني”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *