le12.ma -وكالات
احتشد عشرات الآلاف من السودانيين، اليوم الثلاثاء، أمام مقر وزارة الدفاع، وسط العاصمة الخرطوم، بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة للأمن فضّ اعتصامهم، في الوقت الذي وجّه الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة المعارض، كلمة طالب فيها بـ”الاستجابة لمطالب الشعب”.
وتدفٌق آلاف السودانيين يتدفقون إلى موقع الاعتصام والشوارع المحيطة بالمجمع، الذي يضم إضافة إلى وزارة الدفاع مقر إقامة البشير والمقر الرئيسي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني. وتجمّع المحتجون بعد سلسلة محاولات لقوات أمنية فض الاعتصام المستمر منذ السبت، لكن تصدي قوات من الجيش حال دون ذلك، وسط أنباء عن اندلاع مواجهات وتبادل لإطلاق الرصاص، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى.
وأكد شهود ومصادر إعلامية أن قوات الأمن حاولت اقتحام الاعتصام بشاحنات صغيرة، في المحاولة الثانية لقوات الأمن تفريق المتظاهرين اليوم اليوم ، بعد محاولة أولى تدخلت على إثرها قوات من البحرية السودانية.
وفي ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات وتفاقم حدة التوتر، قال الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، في مؤتمر صحافي، إن “مسلحين ملثمين يقومون فجر كل يوم بغارة على المعتصمين، ما أدى حتى الآن إلى مقتل 20 شخصا وجرح العشرات والاعتداء على آخرين”.
وعلّق المهدي على الاعتصام المستمر قائلا إنه بمثابة “استفتاء مليوني يؤكد حرص الشعب السوداني على تنحية هذا النظام وإقامة نظام جديد”، مشيرا إلى أن “الحل الأمثل هو الاستجابة لمطالب الشعب بتنحي النظام ورئيسه وتحقيق المطالب التي نادت بها قوى الحرية والتغيير”.
كما طالب المهدي بـ”تسليم السلطة لقيادة عسكرية مختارة مؤهلة للتفاوض مع ممثلي الشعب لبناء النظام الجديد المؤهل لتحقيق السلام والديمقراطية”، داعيا “الرئيس نفسه إلى التفاوض مع القوى الشعبية لإقامة نظام جديد قومي وغير إقصائي”.
ويشهد السودان، منذ شهور، احتجاجات أطلق شرارتها ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتصاعد وتيرتها في الأيام الماضية. ومنذ السبت، الذي اختاره الناشطون لمسيرتهم كي تتزامن مع ذكرى ثورة شعبية في سادس أبريل 1985 أجبرت الرئيس جعفر النميري على التنحي، يعتصم الآلاف خارج مقر وزارة الدفاع.
وقفي هذا السياق، قال بشارة جمعة، وزير الداخلية، أمس الاثنين أمام البرلمان، إن ستة أشخاص قُتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات يومي السبت والأحد، بينما قُتل شخص آخر في إقليم دارفور، غرب البلاد.
وإثر هذه التطورات، ترأس البشير، مساء أمس الاثنين، اجتماعا للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في المركز العام، قال في ختامه إن حفظ الأمن والاستقرار أولوية. وأضاف، وفق بيان نشرته وكالة أنباء السودان، أن “الشعب السوداني يستحق الطمأنينة”، مؤكدا أنهم “سيعبرون الأزمة أكثر قوة وتماسكا”، مشيرا إلى “أهمية استخلاص العبر والدروس من هذا الابتلاء”.