عبد الرحمان صديق*

 

العلاقة التي تربطنا بعرب الشرق وغير العرب ليست كما كنا نظن. نعم، على مستوى الكتابة والإعلام والتعاطف ورسائل التخاطب والتعامل والتعايش المعرفي هي علاقة قديمة ولا يمكن الشك في ذلك، حتى أن الشرق مارس تأثيرا ملموسا جدا كان له الأثر البالغ في تكوين كثير من جوانب الشخصية عندنا في الغرب.

الاعتراف بتأخرنا نحن في الغرب، قليلا أو كثيرا، من الناحية المعرفية والعلمية، عن الاهتمام بجوانب التأسيس وبناء شخصية الإنسان الأصيلة والمستقلة والمتماسكة غير الشجاعة القتالية أمر ضروري؛ فصرنا، طيلة قرون، عالة على أنفسنا وعلى الشرق نفسه، الذي لم يكن في أفضل الأحوال.

الدين لا يستحق أن نحوّله إلى مشجب لتخلفنا وتأخّرنا هنا وهناك. الدين يشعّ نوره الحقيقي في الإنسان المبادر، القوي، الساعي إلى تجديد ذاته ومحيطه. الدين يبرز في أحسن حاله أينما وُجدت شروط الإنسان الأصيل، المتشوق إلى الحرية والكرامة وإلى أن يجتاز نصيبه من الحياة في جودة وجمال حقيقيين. الدين نفسه يتبرأ من كل متخاذل، خامل، مستهلك لنفسه، مستنزف لطاقاته، معذب لنفسه وللآخرين.

فلنبحث، إذن، وبالأحرى فلنبن جميعا علاقة جديدة، مناسبة، حية، نشيطة ومتفائلة بين الإنسان والإنسان، في الغرب والشرق، تحيط بجميع جوانب الشخصية والمعمار البشري، تشذب وتنقّح وتجدّد وتبني الإنسان الجديد، المرتبط إيجابيا بالعالم الجديد.

***
*رجل تعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *