عبدو المراكشي

 

في الوقت الذي تواصل وسائط ومنصّات التواصل، التي كان المغاربة يتوسّمون فيها بديلا للقنوات الرّسمية التي تخلٌفت عن الركب منذ زمان، “تنافسها” المثير للاستغراب والتنديد في تسقّط أخبار “الخناينيّة” و”الخناينيات” وفي نهش أعراض العائلات والعمل على تفتيتها وتشتيتها؛ تمرّ الكثير من الأحداث الجديرة بتسليط الضّوء عليها بعيدا -للمفارَقة- عن كليشيهات وتغطيات قنوات الپّوز الخاوي، التي يبدو أن أصحابها خصّصوها، عن سبق إصرار غير بريء، لأصناف أخرى، تكريساً لتفاهة ورداءة مثيرتين للاستغراب والاشمئزاز في آن.

مناسبة الكلام هذا التألق الملفت للتلاميذ المغاربة المشاركين في الأولمبياد الإفريقية للرياضيات في جنوب إفريقيا. فقد حقّق ممثلو المغرب، الجديرون بأن يُهتمم بأخبارهم وتتبّعها، على نتائج مبهرة في هذه الأولمبياد، المنظمة حاليا في جمهورية جنوب إفريقيا.

وهكذا احتلّ ممثلو المغرب الرتبة الأولى قاريا في الأولمبياد الإفريقية للرياضيات، متبوعين بممثلي البلد المنظّم، ثم تونس. وحصد الفريق التلاميذي المغربي ميدالية ذهبية وثلاث فضيات وميداليتين برونزيتين.

وحصلت التلميذة إناس البوزيدي التيالي على ميداليتين، ذهبية وفضية، لتتويج بلقب “ملكة الرياضيات في إفريقيا” -موسم 2019. كما حصل مروان الشافي على ميدالية ذهبية. وحاز كل من زياد الدين أمزيل ومريم الخطري على ميدالية فضية لكل واحد منهما، فيما نالت خولة المداح وآدم الورغي ميدالية برونزية لكل منهما.

تتويج مهمّ لا شك في أنه تشريف للمغرب وللمغاربة، رغم “التخبّط” الذي يعاني منه قطاع التربية والتكوين في الفترة الراهنة. وطبعا، لن ننتظر احتفاءً ولا تسليط كاميرات صارت، كما قلنا، حكرا على التفاهات والتافهين وعلى الرّداءات والرديئين، على هؤلاء النجوم الحقيقيين، بعيدا عن “النماذج” التي ملأت علينا في زمننا “الأغبر” هذا.

وإذ نشدّ على أيدي هذه البراعم بحرارة مهنئين ومباركين، لن ننسى أن نهمس في آذان “زملاء” اختاروا — طريق إثارة خاوْية إن أفلحت في جلب بعض الدراهم فإنها حتماً تزيد صاحبة الجلالة ترديا على تردّ وانحدارا على انحدار، وْ… اللهْ يردّ بينا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *