مصطفى الفن

 

وجدت نفسي مضطرا إلى التعاطف والتضامن مع الناشط الحقوقي والفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، ليس لأني أتقاسم مع الرجل أفكاره وآراءه، ولكن لأن عبد الإله بنكيران ظلمه كثيرا في خرجة أول أمس.

وأكيد أن الظلم ظلمات يوم القيامة، بل ظلمات بعضها فوق بعض.

بنكيران جعل من نقاش لغوي عاد جدا “قضية عقدية” أصبح معها نور الدين عيوش مجرد “خائن” و”عميل” من عملاء الاستعمار على الرغم من أن بنكيران لم يسند كلامه ولو بربع دليل لإثبات هذه التهمة الثقيلة في حق عيوش.

دعونا نتصور لو أن عيوش لجأ إلى القضاء ضد بنكيران في هذه القضية المتعلقة بالعمالة والخيانة؟

أكيد أن بنكيران سيجد نفسه، والحالة هذه، في حرج حقيقي لأنه سيبدو كمن يطلق الكلام على عواهنه في حق الناس فقط لأنه يختلف معهم.

وهذا في نظري ليس هو “المنهج الشرعي” الذي ظل بنكيران يحتكم إليه ويدعو الناس إلى الاحتكام إليه منذ أن قال بلى.

نعم، أعرف أن بنكيران رجل منصف وأعرف أنه لا يجد أي حرج في الاعتذار والتراجع عن موقفه إذا ما اتضح له أنه أخطأ في حق الآخرين.

وهنا لا بد من الاعتراف بأن بنكيران أخطأ في حق عيوش لأن اتهام شخص بالعمالة والخيانة بلا دليل وبلا حجة في مجال له علاقة بالسياسة وليس بالعقائد ليس خطأ فحسب، بل إنه خطيئة وتحلل من “الثوابت” المؤطرة للمنهج نفسه.

ثم هل نسي بنكيران نفسه أنه كان ضحية لمثل هذه الاتهامات طيلة عقود من الزمن بل مازال الأمر كذلك إلى حد الآن؟

أتمنى أن يعيد بنكيران الاستماع إلى ما قال في حق عيوش وسيتبين له أي ظلم ارتكب في حق الرجل.

عيوش ليس عميلا ولا خائنا. عيوش مدافع شرس عن وجهة نظر وعن نمط عيش وعن منهج في الحياة. وهذا حقه المقدس، سواء اتفقنا معه أم اختلفنا.

ماذا تقول مرجعية بنكيران في التعامل مع الخصوم من أمثال عيوش؟

لنستمع: “ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.. اعدلوا فهو أقرب للتقوى”.

فهل كان بنكيران قريبا إلى التقوى عندما وضع عيوش في خانة العملاء؟

لا أظن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *