جواد مكرم
“انتفض” حزب الأصالة والمعاصرة ضد “جرجرة” مشروع القانون -الإطار للتربية والتكوين، الذي تم تأجيل المصادقة عليه، للمرة الثانية، داخل لجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب.
وقد أثار هذا الموقف “المُرتبك” لحزب العدالة والتنمية تجاه المشروع “غضب” فريق الأصالة والمعاصرة، الذي عارض بشدة “مسلسل” تأجيل البت في أهم نص تشريعي تأسيسي يعرض على البرلمان في الوقت الراهن.
وأفادت مصادر مقربة من الملف “le 12.ma” بأن “البام” أصبح منزعجا من توالي المواقف المرتبكة والمتذبذبة لـ”البيجيدي”، الذي عاش خلال الساعات القليلة الماضية في دوامة الحيرة والتخبط، إذ بعد موافقته على تنازلات تهم أساسا لغة تدريس المواد العلمية والتقنية بهدف المضي قُدما في مسطرة المصادقة على مشروع قانون الإطار، دخل أمينه العام السابق، عبد الإله بنكيران، الذي لا يتوفر على أية صفة، على خط المشروع ليربك حسابات العثماني، الأمين العام الحالي للحزب ورئيس الحكومة، ويتسبب في تخبط الفريق النيابي للـ”بيجيدي”.
ويبدو أن بنكيران، الذي لم يهضم إعفاءه من مهام تشكيل الحكومة المنبثقة عن انتخابات 2016، لا يزال مصمما على وضع العراقيل أمام العثماني وتعقيد مهامه، إذ تدخل بكيفية سافر في شؤون رئيس الحكومة لإرغامه على التراجع عن التنازلات التي قدمها بشأن لغة التدريس، ما أعاد النقاش إلى نقطة الصفر.
وظهرت الانقسامات الجديدة داخل حزب العدالة والتنمية بعد توافق الفرق البرلمانية حول تدريس المواد العلمية والتقنية، ما عقّد مأمورية العثماني، الذي سيجد نفسه في موقف حرج إذا ما خضع لضغط بنكيران وتراجع عن الصيغة الحالية من مشروع القانون -الإطار.
وجسّد الارتباكَ في موقف البيجيدي، اليوم الثلاثاء، رئيسُ فريقه النيابي في مجلس النواب، إدريس الأزمي، الذي ألح على طلب تأجيل جلسة التصويت الى حين عودة الهدوء إلى صفوف حزب المصباح.
وقد أشعل مشروع القانون الإطار للتربية والتكوين فتيل خلافات حادة مُنذرة بوقوع الأسوأ داخل الأغلبية الحكومية، بل وحتى داخل حزب العدالة والتنمية، بسبب “الخرجة” البنكيرانية الأخيرة.
وشهد الاجتماع الذي عقده الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، مع فريقه البرلماني، أمس الاثنين داخل مقر الحزب في الرباط، خلافات وانقسامات حادة في صفوف القيادة بشأن مشروع القانون -الإطار للتعليم ولغة التدريس، إذ جدد التيار المعارض لتدريس العلوم بالفرنسية تشبثه بما سموه ثوابت الحزب، ومن ضمنها اعتماد اللغة العربية في تدريس كل المواد، ما أدى إلى توتر الأجواء خلال اجتماع القيادة، إلى درجة أن العثماني حذر من التبعات الكارثية للانقسام الذي يعاني منه التنظيم.