محمد سعود*

 

ليس للحمار ذنب في ما يرتكب الإنسان من حماقات. وما دام الحمار هو الحيوان الذي لا يمكن له أن يعيش وسط مجموعة من سلالته، فإنه يختلف عن الإنسان الذي “هو اجتماعي بطبعه”، كما قال ابن خلدون.

رسم للفنان البولوني بافل كوتشيسكي

ولكن مع الطفرة التكنولوجية الكبيرة وظهور الهواتف الذكية، تخلى الإنسان عن هذا الطبع الاجتماعي والتحق بسلالة الحمير، ليس في عدم القدرة على العيش ضمن الجماعة، بل في مجموعة من الأمور، منها فقدان الإرادة، إذ صبح موجها إلى الوجهة التي تريد وسائل الإعلام والشركات ونحو تقبّل التفاهات التي ينشرها أشخاص كل يوم.

وبين الفينة والأخرى يتم تجميع هؤلاء، وبانتقاء فيه نوع من الخبث والمكر، في حفلات قد تكون عبارة عن معارض فنية أو قراءات شعرية أو سهرات يختلط فيها الحابل بالنابل؛ كما تجتمع الحمير مرة واحدة كل أسبوع في الأسواق.

ويكثر النهيق والعض والرفس.. ووسط هذه الفوضى يشك كل من يقضي جل وقته في الإبداع في انتمائه إلى هذه السلالة، التي كان اسمها “الإنسان”. (مع كامل احترامي لبعض الأنشطة الجادة التي ما زالت تناضل لإنقاذ ماء وجه هذا الإنسان).

***

*تشكيلي وناقد فني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *