محمد سليكي

يبدو أن المبادرة الفردية لعضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، عبد اللطيف وهبي، المتمثّلة في تقديم مقترح قانون يقضي بتعديل المادة 58 من النظام الداخلي لمجلس النواب، بما يسمح بتخفيض عدد النواب المسموح لهم بتشكيل فريق نيابي إلى  12 عضوا، بدل 20 عضوا، لم تثير فقط موجة من الاستياء داخل فريق (البام)، بقدر ما فتحت أبواب التأويلات حول خلفيات هذه المبادرة على اكثر من قراءة.

وأفادت مصادرنا، في هذا الاطار، أن الخلفية التي حركت وهبي للقيام بتلك المبادرة هو السعي ربما لخلق المشاكل لعزيز أخنوش، والسعي إلى إضعاف تموقعه داخل مؤسسة مجلس النواب، عبر تشجيع  انقسام فريق التجمع الدستوري ودعم النواب الدستوريين على المضي قدما في مشروع فك الارتباط مع فريق التجمع الوطني للأحرار.

وحسب المصادر نفسها، فإن وهبي يعول على دعم الأحزاب المتضررة من المادة 58 من النظام الداخلي لمجلس النواب، التي تضع 20 نائبا برلمانيا شرطا لتشكيل فريق نيابي، وهو حال حزب التقدم والاشتراكية، والاتحاد الدستوري.

ولم تستبعد المصادر نفسها، أن تكون لمبادرة وهبي خلفية أخرى تتجلى في ممارسة الضغط على قيادة حزب الجرار لمنحه منصب الخليفة الثاني لرئيس مجلس النواب، بعدما فشل في إستعادة منصبه السابق كرئيس لفريق الأصالة والمعاصرة، وهو ما ادخله في دوامة الإحباط.

وترجح المصادر نفسها، أن تعمق مبادرة وهبي عزلته داخل الفريق النيابي للحزب، كما ترجح ان تثير مبادرة وهبي شرخا داخل فريق الأصالة والمعاصرة وداخل الحزب نفسه،  لتصب المزيد من الزيت على نار.

واعتبر عبد اللطيف وهبي، أن مقترح القانون الذي تقدم به يندرج في إطار هاجس ضمان تمثيلية متوازنة للفرق داخل مجلس النواب، من خلال  “منح الفرصة لكل القوى السياسية الممثلة بالبرلمان لتتمتع بنفس الحضور ونفس الحقوق، ابتغاء قيامها بأدوارها الدستورية.

وكانت المبادرة الفردية لعضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، عبد اللطيف وهبي، المتمثّلة في تقديم مقترح قانون يقضي بتعديل المادة 58 من النظام الداخلي لمجلس النواب، بما يسمح بتخفيض عدد النواب المسموح لهم بتشكيل فريق نيابي إلى  12 عضوا، بدل 20 عضوا، قد اثارت موجة من الاستياء داخل فريق (البام).

وأفادت مصادر مقربة من الملف، أن وهبي وقع في حالة شرود وتصرف بمفرده ودونما استشارة مع أعضاء الفريق، بل تجاوز حتى رئيس الفريق، الذي لم يستشره في الموضوع، مما خلق جوا من السخط داخل الفريق، خاصة أن المراسلة التي توصل بها مكتب مجلس النواب تضمنت ختم فريق (البام) الذي يتكون من 102 عضوا.

وقالت المصادر ذاتها، أن وهبي لم يطرح قضية المقترح على المكتب السياسي للحزب، الذي هو عضو فيه، حتى يخضعه للنقاش وإبداء الرأي، ولم يشرك أعضاء الفريق النيابي في المبادرة، مما يضفي طابع الاستفراد في تبني المبادرة، التي لا تعبر عن رأي الفريق والحزب.

و مهما تعددت التأويلات واختلفت القراءات، تبقى مبادرة القيادي البامي عبد اللطيف وهبي الذي لا يخفي صداقته بعبد الاله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، “شاردة”، لا تخدم الفرق النيابية، بقدر ما تكرس التغول المستفز لفريق حزب”لامبة” داخل الغرفة الاولى، سواء على مستوى التشريع أو مراقبة الحكومة، فضلا عن تشويه هيكلة مؤسسة دستورية من حجم مجلس النواب وإثقال كاهلها على أكثر من صعيد، و هذا ما لا يقبل به عقلاء”القبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *