le12.ma

 

قال إدريس الكنبوري، الباحث في تاريخ الجماعات الإسلامية إنه بعيدا عن الصخب والطنين، فإن ما حصل في نيوزيلندا اليوم من تضامن مع ضحايا المسجدين، الجمعة الماضي، يستدعي التفكر. رئيسة الوزراء وأعضاء الحكومة اتبعوا أسلوبا حضاريا عظيما سوف يبقى مسطرا، لكنّ التضامن حتى الآن صدر عن الدوائر المدنية، لا عن رجال الدين في البلاد، واحتجاج أحد الأساقفة على رفع الأذان بدعوى أنه لا يعرف إلها آخر غير المسيح له دلالة مهمّة.

وتابع أن هذا تضامن مع مواطنين تمثلهم الحكومة نفسها ومهاجرين لهم حضور في البلاد، وليس تضامنا دينيا بالضرورة، بل هو تضامن سياسي استتبع اعترافا بديانة هذه الفئة. وأضاف أن وضع المسؤولات الرسميات الحجاب ورفع الأذان في عموم البلاد، عبر التلفزيون الرسمي، فيه تطبيع واضح مع الرموز الدينية، التي لا تزال مرفوضة في الغرب، أي أن هناك اختراقا لهذه الرموز (les signes religieux) للفضاء العام بالتدريج من بوابة المأساة.

واسترسل المتحدث ذاته أن هذا سيترتب على هذا تطوير للوضعية السياسية والقانونية للإسلام والمسلمين في الغرب تدريجيا والاعتراف بالإسلام كمكون أساسي في الهوية الثقافية الغربية والأوروبية.

كما أن هذا التضامن الكبير سيدفع المتشددين غير الراغبين في المسلمين، بحسب الكنبوري، إلى المزيد من التشدد، مثل موقف الأسقف المشار إليه، وأن هذه المبادرات تبين أن هناك اتجاهات داخل الغرب، في السياسة والإعلام والفكر، لها آراء لا تسير في الخط العام وأن المسلمين يجب أن يتقربوا منها أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *