عبدو المراكشي -le12.ma

 

“مراكش التي كانت” (Marrakech Noir) شعار المعرض الذي افتتح السبت 9 مارس الجاري، في “دار بلارج”.

ويقام المعرض بمناسبة صدور الكتاب الجماعي “أماكن مراكش الدّارسة”.

وأعدّ المؤلفَ الجماعي (صدور 2018) ياسين عدنان هذه الـ”أسرار معلَنة” عن أماكن مراكش التي كانت، بالمشاركة مع أدباء ومبدعين مغاربة، أنتجوا هذا “الترميم” الرمزي لمعالم حاضرة ابن تاشفين الدّارسة.

واشتغل الأدباء والمبدعون (كما يظهر في الصورة التي القطتها عدْسة الفنان أحمد بنسماعيل) بعين عاشقة هذه الصفحات الممحُوّة من كِتاب أماكنها، من خلال اشتغال جماعيّ على ذاكرة الحمراء.

وشارك أدباء مراكشيون ومبدعون مغاربة مرموقون من خارج المدينة في تأليف هذه الأنطولوجيا، منهم ماحي بنبين، محمد الأشعري، محمد نضالي، فؤاد العروي، عبد القادر بنعلي، محمد زهير، فاتحة مرشد، مولاي الصديق الرباج، حليمة زين العابدين، طه عدنان، حنان درقاوي، علال بورقية، كريمة نادر، لحسن باكور .

وحاول الأدباء المشاركون في الكتاب إبداع قصص من وحي الجرائم القديمة التي ظلّت المدينة تسكُت عنها وتُغلِق أبوابها العتيقة دون تسرّب أخبارها أو تلك التي طرأت في السنوات الأخيرة بسبب التحوّلات التي تعرفها مراكش وهي تصير إحدى الوجهات السياحية الأكثر إثارةً في إفريقيا والعالم العربي.. فحضرت في الأنطولوجيا، إلى جانب قضايا الدعارة والاعتقال التعسفي والعنف والقتل والإرهاب، قضايا الفقر والفساد والخيانة وغيرها من قصص “سوداء” مُستوحاة من واقع المستشفيات العقلية.. قصص ظلّت، رغم تنوّعها، متجذّرة في التربة المغربية.

وحرص الكتّاب المشاركون في الأنطولوجيا -من خلال قصص باللغة العربية وأخرى بالفرنسية وقصة بالهولندية- على تقريب القرّاء من واقع مراكش اللغوي والثقافي والديني والعرقي.. مراكش الأمازيغية، العربية، الإفريقية، المسلمة دون أن تتنكّر لمَلاَّحِها التاريخي. الحاضرة المغربية العريقة والعاصمة السياحية للمملكة، مدينة البهجة والأسى، مدينة الحياة البسيطة، المدينة المرتبطة بأهمّ العواصم الأوروبية من خلال رحلات جوية يومية عبر مطارها الدولي… مدينة الجالية الأوربية الجديدة. مشتى المتقاعدين الفرنسيين وملاذ المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء.

ويقدّم المؤلف الجماعي مراكش، أيضا، مدينةً للّيالي الحمراء والسياحة الجنسية ومدينة للجيل الجديد من الجرائم.

فكأنّ الأدباء المشاركين في التأليف لم يكتبوا قصصا فقط، بل حاولوا أن يكتبوا مراكش أيضا، مجرّبين أن يرسموا، جماعيا لكنْ كلٌّ من خلال حكايته المتخيَّلة، بورتريها شاملًا، فيه حزن وعنف وتوتر و”سواد”، لكنْ دونما تفريط في روح مراكش، البهية البهيجة.

ويستمر إلى غاية نهاية شتنبر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *