le12.ma -ومع

 

استطاعت لمياء مجدي، بفضل عزيمتها ومثابرتها، أن تفرض وجودها في مجال ظلّ طويلا حكرا على الرجال، واثقةً في مؤهّلاتها وقدراتها لتحقيق حلمها بأن تصبح مهندسة في مجال الاتصالات.

وبرهنت لمياء مجدي، التي كانت أول امرأة تلج قسم الاتصال اللاسلكي في مديرية نظام المعلوميات والاتصالات في المديرية العامة للأمن الوطني قبل 15 سنة، عن موهبتها وعبقريتها، لتفرض وجودها في مجال مهنيّ “يهيمن” عليه الرجال في العادة.

وقد ثابرت لمياء مجدي (38 سنة) الحاصلة على دبلوم مهندس دولة في الاتصالات في 2003، لتختط لنفسها مسارا متفرّدا وتحقق بذلك حلم الطفولة، بعيدا عن الصور النمطية عن المرأة المغربية.

وأكدت مجدي، وهي رئيسة مصلحة الهندسة والتحسين في قسم الاتصال اللاسلكي، في تصريح صحافي، أن اختيارها هذا المجال لم يكن اعتباطيا، بل شكل تحدّيا أرادت من خلاله أن تُظهر قدرتها على ولوج هذا المجال. فهي ترى أن اختيار مهنة يهيمن عليها الرجال ينبع من قوة النساء اللواتيي يجب أن يثبتن، في كل لحظة، وجودهن في هذا الميدان.

وبخصوص المهام التي تضطلع بها، بصفتها مهندسة رئيسة من الدرجة الأولى، وضّحت لمياء مجدي أن القسم يتكلف بدراسة وصيانة وهندسة وتحسين مجموع الشبكات اللاسلكية المتنقلة للمديرية العامة للأمن الوطني على المستوى الوطني. وهي الشبكات اللاسلكية التي تشكل، في رأيها، وسيلة حيوية لضمان التواصل بين مجموع مستخدمي جهاز الشّرطة المغربية.

وفي هذا الإطار، أبرزت أن تحديث شبكات الاتصالات اللاسلكية يفرض نفسه بوتيرة متزايدة بغية الانتقال نحو شبكات رقمية بهدف تأمين الاتصالات، مضيفة أن الأنظمة المستخدمة، من نوع “تيترا” (نظام اللاسلكي الرقمي المتنقل المهني ثنائي الاتجاه) التي وضعتها المديرية العامة للأمن الوطني في عدد من المدن، سيتم تعميمها تدريجيا على المستوى الوطني من أجل الاستجابة بكيفية أفضل لحاجيات مصالح الإنقاذ والأمن العمومي. وتابعت أنه إضافة إلى شبكات الاتصال اللاسلكي، تضع المديرية، بكيفية موازية، شبكات للربط عبر حزمات هيرتزية حتى تكون مستقلة عن الفاعلين في مجال الاتصالات.

وسجلت مجدي (أم لطفلين) مقتنعةً بضرورة الالتزام إزاء مؤسستها، أن تحقيق الارتقاء المهني يتطلب تضحيات على المستوى الشخصي، مقرة بأنه يصعب، أحيانا، تحقيق التوازن بين وضعها كأم وطموحاتها المهنية. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أهمية التنظيم الذي يشكل مفتاح النجاح من أجل التوفيق بين الحياة المهنية والشخصية، دون أن تغفل الحديث عن الدعم الذي تتلقاه من والديها ومن زوجها. وأكدت أنه من “المهم أن تتطور العقليات حتى لا تبقى الإكراهات المرتبطة بالأطفال شأن النساء وحدهنّ”.

وفي هذا السياق، قال مجدي إن المرأة استطاعت أن تفرض نفسها في العديد من المجتمعات وفي مختلف المجالات، موضّحة أن تخليد اليوم العالمي للمرأة يشكل اعترافا بإسهاماتها ومناسبة للنهوض بالمساواة وتكريما لكل النساء اللواتي تعدّ إنجازاتهن مصدر إلهام للكثيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *