le12.ma -وكالات

 

بينما تصاعدت حدّة الاحتجاجات ضد “ترشيحه” لولاية رئاسية خامسة وخروج مسيرات واعتصامات “ليلية”، بعث الرئيس “المقعد”، اليوم الخميس، رسالة جديدة للشعب، أشاد فيها بـ”الطابع السّلمي للمسيرات الشعبية”، محذرا في الوقت نفسه من “اختراق المسيرات من قبَل فئات غادرة، داخلية أو خارجية”.

وأتت رسالة بوتفليقة الجديدة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، وقرأتها، نيابةً عنه، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، هدى إيمان فرعون، وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة.

ومما جاء في رسالة بوتفليقة: “تابعنا، منذ أيام، خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية ووجدنا في ذلك ما يدعو إلى الارتياح لنُضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعا معيشا”.

في المقابل، دعا الرئيس الجزائري إلى “أخذ الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من أية فئة غادرة، داخلية أو أجنبية، ما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما يتبعها من أزمات وويلات”. وأضاف: “لقد دفعت الجزائر ثمنا باهظا وبذلت جهدا جهيدا لاسترجاع استقلاها وحريتها. كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية”. وناشد الرئيس المريض الذي يوجد خارج البلاد للاستشفاء، الجميع، “وبالدرجة الأولى الأمهات”، إلى “الحرص على صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى”.

وجاءت رسالة بوتفليقة الجديدة في خضمّ احتجاجات شعبية غير مسبوقة في مختلف أنحاء الجزائر للمطالبة بتراجعه عن الترشّح. ووصل المحتجٌون، في الأيام القليلة المقبلة، الليل بالنهار ولم يعودوا يقصرون احتجاجاتهم في النهار. كما تشهد الأوساط السياسية عدة تحرّكا في هذا السياق، في مؤشّرات نادرة على وجود انقسامات وسط النخبة الجزائرية.

وشدّد بوتفليقة في رسالته، على “ضرورة الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطةً وشعبا، للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم”. وأشار إلى أن “الجزائر أمامها العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، لكي تصل إلى مستواها المشروع من الرفاهية لشعبها، ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية، ومن إثبات مكانتها أكثر في المحافل الدولية”. وتابع: “فصل الرّبيع، في الجزائر، هو فصل وقفات تَذكّر محطات كفاحنا وانتصاراتنا، ونرى في ترقية مكانة المرأة جزءا من هذا الكفاح، كفاح هو اليوم معركة البناء والتشييد”.

ودعا بوتفليقة الجزائريات إلى “البقاء في الخط الأمامي في هذه المعركة السلمية، معركة صون الوطن، معركة الحفاظ على أبناء الوطن، وبعبارة موجزة، معركة الجزائر”.

ولا تزال الوجهة التي أرسل منها بوتفليقة الرسالة وحالته الصحية “غير واضحة”. وفي الإطار، كشفت وسائل إعلام سويسرية، اليوم الخميس، أن بوتفليقة غادر المستشفى السويسري الذي كان يتلقى فيه العلاج، بينما أكد مدير حملته الانتخابية أنه لا يزال في جنيف. ووضّحت تقارير إعلامية أن بوتفليقة صحّة الرئيس المنتهية ولايته “في خطر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *