المستعرب الروسي أوليغ بافيكين*

 

رحل عن عالمنا المترجم الفذ الدكتور أبو بكر يوسف، الذي ترجم روائع الأدب الروسي إلى اللغة العربية؛ شيخ المترجمين العرب، المصري العظيم والإنسان الرائع، الذي أقام جسرا قويا بين الثقافة الروسية والعالم العربي بأكمله. الدكتور أبو بكر يوسف، أيضا، عضو شرفي في اتحاد كتاب روسيا ومُنح، في 2011، “ميدالية بوشكين” من الرئيس الروسي تقديرا لجهوده. ورحيل د. أبوبكر خسارة فادحة لكل من يعتزّ بالأدبين الروسي والعربي.

ولد الدكتور أبو بكر يوسف في 20 ماي 1940 في الفيوم بمصر وتخرّج، في 1964، في كلية الأدب واللغة بجامعة موسكو. وفي 1976 حصل، من الجامعة نفسها، على شهادة الدكتوراه. وما بين 1964 و1974 عمل مترجما ومحررا أدبيا في جريدة “أنباء موسكو”، التي كانت تصدر باللغة العربية في موسكو. وبعد ذل، وحتى 1991، كان يعمل مترجما في دار نشر “التقدم” و”رادعا” الروسيتين.

ولعل الإشارة إلى بعض ما ترجمه الدكتور أبو بكر، وليس كل ما ترجمه، كفيل بإلقاء الضوء على دوره وجهوده بصفته المترجمَ المعاصر الأكبر للأدب الروسي والسوفيتي.

1- مختارات أنطون تشيخوف في أربعة أجزاء للمرة الأولى عن الروسية مباشرة؛
2 -ألكسندر بلوك، مختارات من القصائد؛
3- ألكسندر بوشكين، رواية “دوبرولوفسكي” وعدد من قصائد بوشكين؛
4- ميخائيل ليرمنتوف، قصائد مختارة؛
5- ف. تيوتشيف. قصائد مختارة؛
6- ب. بريوسوف. قصائد مختارة؛
7- نيكولاي غوغل. قصص: “المعطف” و”اللوحة” و”الأنف”؛
8- فيودور دوستيوفسكي، مراجعة وتدقيق ترجمات سامي الدروبي: “الأبله” و”الجريمة والعقاب” و”الإخوة كارامازوف” و”أناس فقراء” و”المستذلون المهانون” و”المراهق”؛
9- أعمال أساطين السرد السوفياتي: “مختارات من شولوخوف وتيخونوف وكازاكفيتش وألكسي تولستوى وغيرهم”؛
10- ألكسندر كوبرين: “سوار من عقيق”، مختارات قصصية؛
11- ماركوف: “الأب والابن”؛
12- جنكير أيتماتوف: “السفينة البيضاء” و”الكلب الأبلق الراكض عند حافة البحر”؛
13- فاسيليف: رواية “الفجر هاديء هنا”؛
14- رسول حمزاتوف: “داغستان وطني”؛
15- أندري بلاتونوف: “مجموعة قصص”؛
16- ب. بيكوف: رواية “سوتنيكوف”؛
17- مختارات من قصائد عن الحرب الوطنية العظمى في روسيا؛
18- يو. تريفونوف: “الوداع الطويل”؛
19- ف. نيكراسوف: “في خنادق ستالينغراد”؛
20- بونداريف: رواية “لحظة”.

هكذا تصل أعمال د. أبوبكر يوسف إلى نحو ثلاثين عملا مترجما. وفي 18 ماي 2011 نوه نائب وزير خارجية روسيا، إم. ل. بوجدانوف بالدور المهمّ الذي قام به الدكتور أبو بكر، وهو يقلده وسام روسيا تقديرا لجهوده في توثيق عرى الصلات الثقافية بين روسيا والعالم العربي. وقد ألقى د. أبو بكر كلمة بمناسبة حصوله على “ميدالية بوشكين” فقال “إنني سعيد للغاية بحصولي على هذا الوسام وفخور على الخصوص لأن عملي المتواضع الذي قمت به قد أدى إلى توسيع العلاقات الروحية بين الثقافتين العربية والروسية”.

وبرحيل د. أبوبكر يوسف يغرُب العصر الذهبي للتفاهم بين عالمين عظيمين من الثقافة: الروسي والعربي.

ويتقدم اتحاد كتاب روسيا والمستشرقون الروس والمترجمون إلى: اتحاد الكتاب المصري واتحاد الكتاب العرب في سوريا ورابطة كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وإلى دارسي ومحبي اللغة الروسية في العالم العربي، بأصدق العزاء في رحيل د. أبو بكر يوسف. ويتقدم، أيضا، بأصدق العزاء إلى أسرة الراحل الكريم.

سيبقى في ذاكرتنا وفي قلوبنا حيا إلى الأبد في أعماله الفذة. الرحمة للفقيد، ولروحه السلام.

***

*اتحاد كتاب روسيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *