le12.ma -وكالات
قال أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، اليوم الثلاثاء، إن “الجيش سيضمن الأمن في البلاد ولن يسمح بعودة الجزائر إلى حقبة سفك الدماء”، في ظل مظاهرات تجتاح البلاد منذ أزيد من أسبوعين احتجاجا على “ترشيح” العسكر الرئيسَ المريض عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وأكد صالح، في كلمة بثتها قناة “النهار” الجزائرية، أن “بعض الأطراف يزعجها أن تكون الجزائر آمنة ومستقرة، بل يريدون أن يعودوا بها إلى سنوات الألم وسنوات الجمر”. وأضاف أن “الشعب الجزائري عاش خلال هذه السنوات كل أشكال المعاناة ودفع خلالها ثمنا غاليا”، في إشارة إلى ما يطلق عليه “العشَرية السوداء” التي شهدت خلالها الجزائر صراعا بدأ في يناير 1992.
وتابع رئيس أركان الجيش الجزائري أن “الشعب الأصيل الذي عاش تلك الظروف الصعبة وأدرك ويلاتها لا يمكنه، بأي حال من الأحوال، أن يفرّط في نعمة الأمة ونعمة راحة البال”. وأضاف: “إننا ندرك أن هذا الأمن المستتب وهذا الاستقرار الثابت الركائز سيزدادان تجذرا وترسيخا وسيبقى الشعب الجزائري يرفل في ظل هذه النعمة وسيبقى الجيش الجزائري ماسكا بزمام ومقاليد إرساء هذا المكسب الغالي”.
وشدّد صالح على “ضرورة القضاء على الإرهاب وإفشال أهدافه، بفضل إستراتيجية شاملة وعقلانية، ثم بفضل التصدي الحازم الذي أبداه الشعب الجزائر وفي طليعته الجيش”.
وجاءت كلمة رئيس هيئة الأركان في الجيش الجزائري وسط مظاهرات تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوعين رفضا لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، إذ استأنف آلاف الجزائريين الاحتجاجات في العاصمة ومدن أخرى، اليوم الثلاثاء.
ويطالب المحتجون بوتفليقة بالتنحّي ويرفضون عرضه بأنه لن يقضي فترته الرئاسية كاملة بعد الانتخابات، المقررة في 18 أبريل المقبل. وكُتب على إحدى اللافتات “انتهت اللعبة”، بينما حملت أخرى عبارة “ارحلْ يا نظام”.
ويظهر أن الاحتجاجات تفتقر إلى قيادة وتنظيم، في دولة لا يزال يهيمن عليها المحاربون القدامى في حرب الاستقلال عن فرنسا من 1954حتى 1962، ومنهم الرئيس المقعَد بوتفليقة (82 سنة) الذي يوجد حاليا في رحلة استشفاء أخرى في جنيف.
وتشكّل المظاهرات التي يشهدها الشارع الجزائري أكبر تحدّ، حتى الآن، للرئيس والنخبة الحاكمة، المؤلفة من الحزب الحاكم وأباطرة الأعمال والجيش وأجهزة الأمن.
وكان عشرات الآلاف قد احتشدوا في مدن مختلفة في كافة أنحاء الجزائر في أكبر احتجاجات منذ 2011، مطالبين بوتفليقة بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة. لكنه خالف هذه المطالب وتقدّم، من خلال رئيس حملته إلى تقديم ملفّ ترشّحه إلى المجلس الدستوي أول أمس الأحد.