le12.ma -ومع

 

أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنّ “على أوربا أن تعي جيدا أهمية الأدوار الأستراتيجية الذي يؤدّيها المغرب جنوب الحوض المتوسطي، باعتباره أسهم ولا يزال في أمنها واستقرارها، من خلال مجهوداته في مكافحة الإرهاب والهجرة وغيرها من الظواهر السلبية.

وقال لشكر، في كلمته التوجيهية التي افتتح بها، أمس السبت في مدريد، أشغال المؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا، الذي نُظم بشعار ”الحماية الاجتماعية لمغاربة إسبانيا”، إن المغرب وقف سدا منيعا في مواجهة كل الآفات والظواهر التي نتجت عن التحولات العميقة التي شهدتها مختلف مناطق العالم ومن ضمنها المنطقة المتوسطية خلال العشرية الأخيرة، والتي أفرزت التهديدات الإرهابية والاتجار بالبشر والأسلحة والجريمة المنظمة وغيرها. وأضاف أن “المغرب شكّل، في ظل هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت كل المناطق، شمالا وشرقا وجنوبا، استثناءً واستطاع أن يحقق العديد من المكاسب، من انتقال ديموقراطي هادئ وطفرة اقتصادية تعززها الأرقام والإحصاءات، إلى جانب تكريس مشروع مجتمعي تحديثيّ بمقومات ديمقراطية ومرتكزات وطنية، ما جعله يشكل نموذجا للدولة القوية التي تضمن الاستقرار والأمن لمواطنيها ولدول الجوار”.

وشدّد المتحدث ذاته على أن “حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما يثمن هذه المنجزات والمكتسبات، فإنه يطالب بالمزيد”. وأشار إلى أن “النموذج التنموي الذي اعتمده المغرب منذ بداية الألفية الحالية استنفد مهامه، ما فرض التفكير في نموذج تنموي جديد يرتكز على المؤسسات وعلى ترسانة قانونية وتشريعية، مع تجديد النخب من أجل تكريس الديموقراطية والحماية الاجتماعية للمواطن والحق في الاختلاف، حتى تجد كل الفئات موقعا لها وتستفيد من التنمية الشاملة التي تعرفها المملكة”.

ودعا الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد أن أشاد بالعلاقات الجيدة القائمة مع الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، المناضلين -لا سيما في إسبانيا- إلى “التشبث بقيم ومبادئ الحزب من أجل تكريس الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة ومحاربة التطرّف والانغلاق وتحقيق الاندماج السلس في بلد الإقامة”، باعتبار أن هذا الاندماج يسهم بقوة في تنمية وتطوير العلاقات بين المغرب وإسبانيا.

وبدوره، شدّد أوغستين توريس، الكاتب العام المكلف بقضايا الهجرة لدى كتابة الدولة في الهجرة، على الأهمية التي توليها الحكومة الإسبانية لدعم وتعزيز اندماج المهاجرين، من خلال العديد من السياسات والبرامج التي تم اعتمادها من أجل تحقيق هذا الهدف.

وسلّط توريس الضوء في هذا الصدد على ارتفاع مستوى ومعدل اندماج أفراد الجالية المغربية المقيمين في إسبانيا وكذا الأدوار الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها ببلد الإقامة، والتي تسهم في دعم وتقوية علاقات التعاون والشراكة القائمة بين البلدين الجارين.

ومن جانبها، أكدت مونيكا سيلفانا غونزاليس، المكلفة بالشؤون الاجتماعية والتنوع في الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، أن “الحكومة الاشتراكية تدافع عن إسبانيا الشاملة والمتنوعة”، التي “تضمن المساواة لجميع المواطنين بغضّ النظر عن معتقداتهم أو أصولهم”.

وأشارت سيلفانا غونزاليس إلى أن “الوجود القوي للجالية المغربية في إسبانيا يعزز بقوة التنوع في المجتمع الإسباني”. كما انتقدت بعض الأحزاب التي تستهدف الهجرة والمهاجرين في حملاتها العنصرية.

وكانت عائشة الكرجي، منسقة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا، قد أكدت في بداية أشغال هذا المؤتمر، الذي حضره أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب والعديد من المناضلين، أن “هذا اللقاء يأتي في ظرفية خاصة موسومة بتحولات متسارعة في المشهد السياسي، سواء داخل المغرب أم في إسبانيا، ما يفرض على جميع المناضلين التعبئة من أجل إنجاح الاستحقاقات المقبلة”.

وتحدثت الكرجي عن الأهداف التي يسعى الحزب إلى تحقيقها لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا، ومنها الحماية الاجتماعية والتشجيع على الانخراط في الهيئات النقابية والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والتي تهتمّ بحقوق المهاجرين، مع تحسيسهم بدورهم الأساسي في الدفاع عن القضايا الوطنية.

وقد جرى، في ختام أشغال هذا المؤتمر الإقليمي الخامس، انتخاب عائشة الكرجي كاتبةً إقليمية جديدة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *