عبدو المراكشي

 

يكاد لا يمرّ علينا يوم، في الآونة الأخيرة، دون أن نسمع عن حالة /حالات انتحار هنا وهناك. ضحايا (معظمهم شباب) مُفترَضون لوضع أسَري، اجتماعي، نفسي أو عاطفي معقّد لم يروا أمامهم من نهاية “أمثل” له إلا الموت. فما دوافع، ظاهرة ومستترة، هؤلاء إلى اختيار هذه النهاية المؤلمة لحيواتهم؟ ما “الظروف” والكواليس التي يعيشها الشخص المنتحر(ة)؟ هل من دراسات وإحصاءات لأعداد هؤلاء وأكثر المناطق عرضة للآفة؟ أين الحكومة، في شخص وزيرتها في الأسرة والتضامن، وغيرها من المؤسسات والهيآت، من هذا النزيف؟…

وقد لوحظ، في الآونة الأخيرة، ارتفاع “مخيف” في عدد حالات الانتحار المسجّلة، على الصعيد الوطني عموما، وفي بعض المناطق تحديدا (مثل الشّاون التي سُجّلت فيها مؤخرا ثمان حالات انتحار في ظرف “قياسي”).

والحقيقة أن الوضع مخيف فعلا (وكثيرا) إذ لا يكاد يمضي يوم دون أن تقرأ أو تسمع أو ترى، هنا أو هناك، عن أحد المغاربة أو المغربيات شنقـ(ت) نفسه أو ألقى بها مِن علِ. وإذا كانت الحكومة قد وعدت المغاربة بـ”جنّة” خلال حملات “الصقور”، الذين تحوّلوا إلى حمائمَ بفعل توالي الصفعات والنكسات والمصائب

ويسائل هذا “الوضع” السياسات الحكومية ويؤكد فشلها في إيجاد حلول وبدائل في إيجاد حلول وبدائل، بحسب وعودها السابقة، لمن يختارون مثل هذه النهايات لحياتهم، خصوصا أن نسبة كبيرة منهم شبابٌ في مقتبل أعمارهم.

فمتى تتحرّك حكومة السي العثماني وإخوانه لفكّ شفرة هذه الانتحارات المتتالية، التي صارت أشبه بكابوس يقظة لا ينتهي إلا ليبدأ، إذ يكاد المرء يبدأ يومه بخبر انتحار هنا وينهيه على وقع سماع حالة أخرى هناك؟ أم تراها ستواصل “النوم في العسل” إلى أن يقضيَ كل شباب المغرب حتفهم، إما في حادث سير (وهذه حكاية أخرى مع الموت تستلزم وقفة طويلة) أو عن طريق الانتحار أو في عرض البحر، بحثا عن آفاق أرحب!..

وا فيقي ألالّة حَكومة، راه القضيّة غادْية وتتحماضْ كترْ ما هيَ حامْضة من يُوم ما ابتلى الله بكم العباد في هذه البلاد!

انتهى الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *