*كريم شوكري 

 

يبدو أن هوس تجاوز عقدة النقص عند مدبري الكرة المعسكرة تحت جناح حكام قصر المرادية في الجزائر جنح بهم إلى السقوط في هوة الانبطاح أمام معابد الخرافة وخواء السحرة وتجار الشعوذة، من أجل ربح مكاسب في لعبة كرة القدم المؤسسة على مبادئ وقيم، تحمل معاول هدم الخرافة لتبني جسور الروح الرياضة بين الرياضين والجماهير.

لقد استغرب المتتبعون على هامش مباراة الجزائر وبوركينا فاسو التي أجريت أمس الثلاثاء في الجزائر، لحساب الجولة السادسة و الأخيرة من تصفيات كأس العالم، بسلوك غريب وسط رقعة ملعب “مصطفى شاكر” الذي احتضن المواجهة.

الأمر يتعلق بشخص ظل يجوب البساط الأخضر قبيل انطلاق المباراة و هو يفرغ سائلًا، قيل أنه “مراقيا” على طول مساحات العشب الأخضر، و ذلك وسط هدير جماهيري تفاعل بحماس مع هذه الحركة التي تحمل في طياتها دلالات هوس جماعي بفكرة طرد النحس على مواجهة مصيرية لحجز بطاقة المرور للدور الفاصل.

وخلفت هذه النازلة ردود فعل لافتة على مستوى منتديات التواصل الافتراضي، إذ تراوحت تفاعلات المتتبعين من داخل و خارج الجزائر بين السخرية و الاندهاش من أنماط سلوكية تعود لعهود بائدة حينما كان العقل البشري يرجح كفة الخرافة و أساطير الصراع ضد قوى شريرة وظيفتها إحباط العزائم.

صور مثيرة للتقزز حرصت أصوات غالبية المتفاعلين مع المحتوى الرقمي المواكب لمسار المنتخب الجزائري، على التعاطي معها بمنطق ساخر بلغ مداه عندما ربط البعض هذه المسلكيات بهوس سلوكي جزائري ارتفع منسوبه مؤخرا مع انتشار خطاب الاستهداف و المؤامرة ليغزو جل منصات الآلة الدعائية لنظام عسكري مفلس.

و تمكن منتخب “محاربي الصحراء” من المرور إلى الدور النهائي بعد تعادله مع منتخب بوركينا فاسو بهدفين لمثلهما، ليفلت بذلك من مقصلة الإقصاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *