le12.ma

أحد هم أكد أنهم جادّون وأن الخطوة ليست من باب الاستهلاك الإعلامي أو من باب تخويف الحكومة

هدّد مكفوفون معطلون بتنفيذ “انتحار جماعي” في الأيام القليلة المقبلة، متّهمين الحكومة بـ”عدم الوفاء بوعودها السابقة”، ممثلة في التوظيف المباشر لجميع المكفوفين من حملة الشهادات الجامعية.

وفي هذا الإطار، قالت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات، في رسالة مفتوحة وجّهتها إلى الحكومة والبرلمان، “قررنا، بكامل إرادتنا، أن نجعل من أرواحنا قرابينَ لقضية المكفوفين في المغرب، في تضحية جماعية خلال الأيام القليلة المقبلة، علها تكون سببا للأجيال الصاعدة من هذه الفئة وسببا لتحسين ظروفهم المعيشية”.

وتابع المكفوفون العاطلون، في رسالتهم إلى من قد يعنيهم الأمر: “نحن على يقين وثقة أن المولى العلي القدير سيعذرنا وسنجد رحمته الواسعة التي طالما ترجّيناها في قلوب الذين ادّعوا المرجعية الإسلامية من وزراء ومسؤولي هذا الوطن” (في إشارة إلى الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية).

وسوّغ المكفوفون هذه الخطوة، التي اعتبرها الكثيرون “خطيرة”، في حال تنفيذها، بأنهم “يعيشون في ظروف قاسية وتهميش وإقصاء وفقدان الكرامة.. فمنذ 2011، ونحن نطالب بأبسط حقوقنا، المتمثلة أساسا في حصول هذه الفئة على حقها المشروع في العمل وإدماجها في الوظيفة العمومية، لضمان العيش الكريم”.

وذكّرت التنسيقية بأنه سبق للمكفوفين أن سعوا، بكل المحاولات الدبلوماسية والنضالية والتصعيدية، منذ سنين، لإطْلاع المسؤولين عن هذا الملف “العادل والمشروع”، كما “نفّذوا اعتصامات عديدة، أهمّها الاعتصام فوق سطح وزارة التضامن والشؤون الاجتماعية، الذي عرف وفاة الشهيد الكفيف صابر الحلوي”.

وأشار المصدرذاته إلى أن “الحكومة تنعدم لديها النية والإرادة لإيجاد حلول جادة لهذا الملف، وهذا ما كشفته وزيرة التضامن والأسرة، بسيمة الحقاوي، يوم 19 فبراير الجاري، إذ أكدت أنها قامت بما يجب عليها القيام به وأن الحكومة لن تقوم بأكثر من هذا”.

وقال زهير أمجاد، أحد المكفوفين المعطلين، إن الخطوة التي سيقدم عليها رفاقه “ليست من باب الاستهلاك الإعلامي أو من باب تخويف الحكومة”، بل إنهم قادرون على تنفيذها “حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وحتى أن تكون نقطة تحول تاريخية في حل هذا الملف”.

في المقابل، أفاد مصدر مسؤول من داخل وزارة التضامن، المعنية بملف المكفوفين، بأن “لا أحد يتمنى تنفيذ هؤلاء الشباب تهديدهم بالانتحار، لكنْ يتعين، أيضا، إعمال المنطق في هذا الملف، لأن الحكومة نفذت وعودها بخلاف ما يدعي المحتجون”. فقد تم، بحسب المتحدث ذاته، “تخصيص 50 منصبا، عبر مباراة تم الإعلان عن نتائجها، فضلا عن 200 منصب جديد يتضمنها قانون المالية لعام 2019”.

يشار إلى أنه سبق للمكفوفين أن خاضوا اعتصاما دام أزيد من ثلاثة أسابيع فوق سطح وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية في الرباط، لم يتم فضّه بعد وفاة مكفوف الشاب صابر الحلوي، الذي سقط عرَضا من فوق البناية ليلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن وعدت الحكومة المكفوفين بالنظر في ملفهم وتلبية مطالبهم، لكن الأمور عادت إلى “نقطة الصفر” بعد العرض الحكومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *