عبدو المراكشي

تتواصل حلقات الاصطياد في الماء العكر لدى البعض ممّن ألفوا وحل المستنقعات ولا يستطيعون أن “يبدعوا” في غير تلفيق الأخبار، في إطار ما يُعرَف عالميا بـ”الفايك نيوز”.

وهكذا تحوّلت زيارة “عادية” لوفد إعلامي وثقافي إلى بلد عربيّ شقيق، وبدعوة رسمية من هذا البلد، إلى حلقة أخرى من حلقات مسلسل يحبّه عُشّاق ورعاة نظرية “المؤامرة” في صحافتنا الإلكترونية، المفترى على جزء كبير منها ومن المنتسبين إليها.

ولم يكن “ضحية” هذه الهجمات الشّرسة وغير مفهومة الدوافع ولا الغايات من أطراف صارت معروفة بحقدها على المخلصين لثوابت الأمة، وبسعيها الغريب وراء المغالطات والتلفيقات والاختلاقات سوى عبد الإله التهاني، مدير الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الثقافة والاتصال، على خلفية زيارة (سابقة) للوفد الرّسمي المشار إليه لدولة الإمارات العربية.

والأغرب أن هؤلاء انخرطوا في “هجمتهم” على التهاني متناسين أنّ زيارة الوفد كانت قبل حوالي عام ونصف، وتحديدا في دجنبر 2017 بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات. كما تناسوا أن الدعوة وُجّهت أيضا لعدد من الدول الصديقة وليس للصحافيين المغاربة فقط.

وفي تفاصيل الهجمة “المسعورة”، التي يقودها البعض ممّن اعتادوا البحث عن “الپّوز” ولو كان الثمن تلطيخ وتشويه سمعة الآخَرين، ضد التهاني، بـ”جريرة” انخراطه في خدمة قضايا الوطن عن طريق الدبلوماسية الاعلامي مع دولة يجمعها بالمغرب علاقات إستراتجية…

والغريب أنه تزامنا مع توجّه الوفد الصحافي المعنيّ بهذه الضجة “المخدومة” نحو أبو ظبي كان وفد صحافي مماثل في طريقه نحو الدوحة لحضور حفل العيد الوطني لقطر.. لكن دون أن تطال ضيوفَ نجل الشيخة موزة ودوحة “الإخوان” هجمة مماثلة..

والأهمّ في كل هذا أن من يروّجون مثل هذه “الخبّيرات” تناسَوا أن المقصود بهذا الفصل الجديد من هجمتهم، أي التهاني، لم يكن “منظّما” للوفد المغربي ولا قائدا له، بل سافر مع بقية المدعوين بعد موافقة رؤسائه في الوزارة، أي أن الوفد ذهب بعلم الدولة المغربية.

لقد كان المستشار الإعلامي والسياسي لسفارة الإمارات في الرباط (أيت بوسلهام) الذي أُقحم إقحاماً في هذه الحملة، هو من أشرف على هذه الزيارة، التي يبدو أنّ البعض لم يعرفوا بها إلا بعد مرور أزيد من عام!.. بل أضافوا إليها الكثير من التوابل و”البهارات” المُضحكة/ المبكية في آن.

وفي الأخير، نهمس في أذن رجل الدولة، السي التهاني
لنقول له: فلتهنأ السيد التهاني، فلو تحول الناس، جميعا، الى كناسيين ليثيروا غبار الأرض على السماء، ستظل السماء هي السماء، ضاحكة السن، باسمة المحيا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *