*وكالات
منذ 27 عاماً افتتح رجل الأعمال أحمد بن عبد الرحمن فندقه المميز بهندسة العمارة لشمال أفريقيا في مدينة بروكسل، لكن أحمد حوله بعد ذلك إلى مكان لإيواء المحتاجين والمشردين.
وفي الليل يقوم أحمد بمساعدة آخرين في جمع المخبوزات المتبقية من المخابز وتوزيعها على المحتاجين.
يقول أحمد إنه فخور بما يمليه عليه ضميره كإنسان وإنه يساهم بفندقه أيضاً في مساعدة طالبي اللجوء ويتحمل عبء إيوائهم مع مركز فيداسيل (الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن استقبال طالبي اللجوء).
يقوم رجل الأعمال المغربي أحمد بن عبد الرحمن (68 عامًا) بفتح أبواب فندقه الذي يملكه في بروكسل أمام المشردين من جهة، وتوزيع الخبز ليلاً على المحتاجين في شوارع العاصمة البلجيكية من جهة أخرى.
ويقول عبد الرحمن إنه يفعل ذلك تنفيذاً لتعاليم الإسلام الذي يحض على مساعدة المحتاجين.
يدير أحمد بن عبد الرحمن الفندق منذ 27 عامًا في أحد الشوارع الضيقة والمزخرفة التي تؤدي إلى ميدان غراند بالاس السياحي بوسط بروكسل.
وُلد عبد الرحمن في طنجة على ساحل جبل طارق بالمغرب، ومنذ قدومه إلى بلجيكا عمل في مجال المطاعم.
ويعرف عبد الرحمن نفسه بــ “بن” حتى يسهل على الأجانب نطق اسمه بسهولة، ويحظى بدائرة واسعة من المعارف والأصدقاء في بروكسل نظرًا لشخصيته الاجتماعية المرحة ونشاطه وحيويته. كما يحظى بتقدير كبير من المحيطين به بسبب نشاطاته الخيرية.
يتقن عبد الرحمن سبع لغات منها الإنجليزية التي يتحدثها بطلاقة باللكنة الأمريكية نظرًا لأنه عاش في ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة قبل قدومه إلى بلجيكا.
ويتقن عبد الرحمن العزف على آلة البيانو وشارك في برنامج شهادات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وسافر إلى عدة دول واضطلع على ثقافات مختلفة، كما أتيحت له الفرصة لرؤية العديد من قادة العالم.
وقام عبد الرحمن بشراء بنايتين في بروكسل ودمجهما معاً وفقًا للعمارة المميزة لشمال إفريقيا وحولهما إلى فندق، ثم فتح أبوابه للمحتاجين والمشردين.
وقد زار الفندق كل من رئيس الوزراء البلجيكي وعدد من الوزراء وأفراد العائلة المالكة والسفراء. ويعرض عبد الرحمن الصور التي التقطها مع القادة على الجدران في قسم الاستقبال بالفندق.
أنا إنسان مسلم
وفي حديث للأناضول قال عبد الرحمن إنه فخور بما يقدمه للمحتاجين والمشردين اتباعاً لتعاليم الإسلام وما يمليه عليه ضميره كإنسان.
وأشار عبد الرحمن إلى أن معظم الأشخاص الذين أقاموا في فندقه قبل ست أو سبع سنوات كانوا من السوريين، بالإضافة إلى آخرين من شمال إفريقيا والعراق وإريتريا وأفغانستان.
وتابع ” كنت أقدم لهم الطعام في الفندق واصطحبهم إلى المستشفى إذا لزم الأمر. وكنت أخبرهم أن بلجيكا ليست جنة كما يظنون. وبعضهم كان يعود إلى وطنه وكنت أرافقهم حتى ركوبهم الطائرة.”
وأوضح عبد الرحمن أنه يتلقى اتصالات من مسؤولين بمركز فيداسيل (الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن استقبال طالبي اللجوء) وأنه يتقاسم العبء مع المركز.
وقال حسن يوسف أحد المشردين إنه يقيم في فندق عبد الرحمن منذ أسبوعين، وإنه كان قد أجرى عملية جراحية في ساقه ولم يستطع الحصول على وظيفة بسبب انتشار وباء كوفيد- 19.
خبز الليل
يتوجه عبد الرحمن إلى عدد من المخابز التي يتعامل معها منذ ست سنوات في المساء، ويجمع منها المخبوزات المتبقية. ويحمل ما اشتراه حتى يملأ بها سيارته الفارهة ثم يتجول بها في الشوارع حتى الساعة الواحدة صباحاً، ليوزعها على المهاجرين الذين ليس لديهم أي أوراق رسمية.
أحد المهاجرين ويدعى أحمد محمد قال لكاميرا الأناضول التي اصطحبت عبد الرحمن في جولته الليلية، إن عبد الرحمن شخص طيب القلب بادر لمساعدة الناس في فترة انتشار وباء كوفيد- 19 داعياً الله أن يتقبل عمله.
وصرح عبد الرحمن أن ما يقوم به في كل ليلة يشعره بأنه شاب مفعم بالطاقة رغم أنه يبلغ من العمر 68 عامًا.