م.س
يسعى نظام العسكر في الجزائر، مع توالي حصده الخيبات والانتكاسات الدبلوماسية، أمام إنتصارات المغرب المتتالية، إلى توريط الجامعة العربية في خرق ميثاقها ومبادئها.
فبعدما دعا إلى عودة سوريا لعضوية الجامعة، وضرورة مشاركتها في القمة التي ستنظمها الجزائر، حتى لا يبقى صوتها المعاكس للمغرب وحيدًا، ها هو وزير خارجيتها رمطان لعمامرة، ينصب نفسه أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، عندما زعم بأن القمة العربية المقبلة ستكون «قمة لمساندة الشعب الفلسطيني والصحراوي».
عبد الصمد بنشريف، الكاتب والصحفي المتخصص في العلاقات الدولية، علق على هذه الحماقة قائلا: “تصريح خطير جدًا وغير مسؤول لوزير الخارجية الجزائري، عندما يقول بأن القمة العربية التي من المرتقب أن تحتضنها الجزائر ستكون قمة التضامن العربي–العربي ومساندة قضية الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي “.
وأضاف: “هذا التصريح نشرته يومية L’EXPRESSION الناطقة بالفرنسية في عددها ليومه الخميس، يفسر عددًا من الخروقات والمطبات“.
وتابع بنشريف: “أولها خرق وتبخيس ميثاق جامعة الدول العربية، لأن السيد لعمامرة ببساطة وحماقة أيضًا، تعامل مع القمة العربية وكأنها قمة تخص بلاده وتبعًا لذلك أممها وحولها إلى ملكية جزائرية، لمجرد أنها تنعقد في الجزائر، بناء على منطق التناوب المعمول به من طرف الجامعة“.
وأضاف، “هنا نتساءل أليست هذه درجة متقدمة في التهور وعدم المسؤولية، كون رئيس دبلوماسية الدولة المنظمة أي الجزائر، يرتكب خطأ جسيمًا عندما يصرح علنية أن القمة العربية المقبلة ستكون قمة لمساندة الشعب الصحراوي؟ مع العلم أن جبهة البوليساريو ليست عضوًا في جامعة الدول العربية“.
ومضى قائلا:”من هنا يتعين على الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يتدخل لوضع حد لهذا الإسفاف والانحطاط الدبلوماسي وأن يصدر بيانًا صريحًا يضع النقط على الحروف تبديدًا لكل الأوهام التي تسكن عقلية منغلقة جامدة، ولقطع دابر الخلط بين مواقف النظام الجزائري تجاه جبهة البوليساريو والتي تخصه وحده، وبين أهداف ومقاصد جامعة الدول العربية“.
وجاء تدوينة للكاتب في تعليقه على حماقة لعمامرة ونظام العسكر :”ليس من حقه أن يحولها (الجامعة) إلى مواقف يسعى بكل الوسائل أن تتبناها قمة تنظمها منظمة إقليمية كل دولها بإستثناء النظام الجزائري لاتعترف بدولة وهمية“.
وأكد، أنه “يتعين على الدول العربية، وخاصة التي تعترف صراحة بمغربية الصحراء، أن تجهر بالحق وتدين هذا التصريح غير المسبوق، وأن تقاطع هذه القمة لأن كل المؤشرات تظهر أن النظام الجزائري يريدها منذ البداية فرصة لتصفية حساباته مع المغرب، وإحداث مزيد من التصدعات والصراعات رغم استعماله لشعارات ديماغوجية للتغطية على أهدافه الحقيقية“.
وخلص عبد الصمد بنشريف الكاتب والصحفي المتخصص في العلاقات الدولية إلى القول: “كما يتعين على وزارة الخارجية المغربية أن توجه رسائل في الموضوع إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وإلى مختلف الدول العربية”.