le12.ma

كتب القاص المغربي الخضر الورياشي عن جديد إصدارات محمود الغيطاني “الفساد السياسي في الرواية المغاربية”، الذي يُعرَض ضمن منشورات الدورة الـ25 للمعرض الدولي في الدار البيضاء.

الخضر الورياشي

وقال الورياشي عن دراسة الغيطاني النقدية إنها “الشمسُ التي منذ أن أشرقت على وجْهِ الأرض لمْ تغرب، ويبدو أنها لن تغرب، وإذا غربت فإنَّ ذلك إيذانٌ بنهاية العالم!… وأول من أدرك هذه الحقيقة هم الملائكة، فحين خلق الله الإنسان وأنبأ ملائكته بأنه سيجعله خليفةً في الأرض، قالَ الملائكة، بفزعٍ: أتجعل فيها من يفسد فيها؟

وقضى ربُّكَ أنْ يهبط آدمُ إلى الأرض ويلدَ أبناءً، أكثرهم فاجرٌ كَفّار، وأكثرهم فجورا وكفرا أهلُ الحكم والسياسيون!
والحديث عن الفساد لا ينقضي حتى عند المفسدين، هم يقولون إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكنْ لا يشعرون”.

وتابع القاص المغربي “ولكنْ، هناك من يشعرون بفسادهم، وبصرف النظر عن الناس البسطاء والضحايا، هناك أرباب القلم وأصحاب الفكر والمبدعون، ومن بين هؤلاء الروائيون، فقلَّما تخلو رواية من حديث عن الفساد والمفسدين، ولو بالإشارة، ولوْ في قصص الحب والغرام. فالمفسدون منبثوّن في كل مكان، وهم ينسلون بين الناس ولا يصرفون فسادَهم حتى عن العشاق!

محمود الغيطاني، هذا الرجل الأنيق، الوسيم، الشغوف بالجمال في الحياة والأدب، طلعَ علينا بدراسةٍ جديدةٍ عن الفساد، والفساد السياسي بخاصة، وقد اعتمد في هذه الدراسة على مجموعةٍ من الروايات المغاربية..

هل الفساد السياسي يوجد في الدول المغاربية فقط؟!
يجيب الغيطاني “ما دفعَنا إلى تخصيص هذه الدراسة حول الفساد السياسي في الرواية المغاربية فقط من دون غيرها من الدول العربية الأخرى هو ملاحظة الوفرة الكبيرة في الروايات المغاربية التي تتخذ من الفساد موضوعا روائيّا”…

ثم إن الفساد في هذه المنطقة ذو طبيعة خاصة -من حيث الثقافة والتاريخ والعرق- هو فساد يحمل أثرا واحدا في حراك هذه المجتمعات، التي تحاول التخلص منه حتى لو كان ذلك عن طريق نقده من خلال الكتابة الروائية».
ويْحَك يا “محمود” وقد اخترْتَ هذا الوجع الدماغ والقلب، وعكفْتَ على قراءة أربعة عشر عملا روائيا من دول المغرب الكبير، كي تنجز هذه الدراسة عن الفساد!”..

واستطرد الورياشي، في تدوينة في صفحته على مواقع التواصل “ما كان شعورُك وأنت تتابع أعمال المفسدين في هذه الروايات المختارة؟
لا.. لم تكن تتابعُ المفسدين في الرواية، بل كنتَ تتابعُ الرّوائيين وهم يعالجون الفساد في رواياتهم، وهم روائيون من المغرب والجزائر وتونس، وحصة الأسد كانت للجزائريين. ولا شك في أنك حكمت على بعضهم بالنجاح، كل النجاح، وعلى بعضهم بالإخفاق، فعهدي بك لا تجامل ولا تنافق وتبدي رأيك بوضوح”.

وختم تدوينته “كُنّا نتمنّى أن نلقاك في المعرض الدولي للكتاب، الذي ينعقد هذه الأيام في الدار البيضاء، ونرى كتابك في أحد أروقة المعرض للتوقيعات ويُسلَّطَ الضوءُ الساطع على كتابك هذا، ما دمتَ سلّطتَ كشّافَ نقدكَ على روايات تعالجُ ظاهرةً إنسانية، هي، كما قلتُ في أول الكلام، شمسٌ أشرقت على دنيا البشر ولم تغربْ قطّ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *