محمد سعود*

قمت بزيارة اليوم لمعرض الكتاب لحضور بعض التوقيعات ولقاء أدبي.. ومع الأسف الشديد، وجدت نفسي وسط متاهة لا تليق بالصفة التي يحملها هذا المعرض. لا أثر لخريطة الأروقة في مداخل المعرض ولا على الدليل الذي يحتوي على خريطة باللون الأخضر؛ دون تحديد أماكن الأروقة ولا أرقامها، إضافة إلى غياب التشوير..

وأحسست وكأني في متجر لشركة سويدية مشهورة، دون أن أذكر اسمها التى تعتمد في تصميمها على المتاهة في تخطيط متاجرها.. إذا دخلت إليها تجد نفسك تلفّ وتدور لترى جميع المنتجات، وبذلك قد تشتري ما لم تكن لك نية في شرائه

وإذا كانت أهداف هذه الشركة مدروسة بدقة، فإنني أظن أن معرض الكتاب في الدار البيضاء يسير نحو الجدار، وبالتالي الإعلان عن موته.. فحالة التذمر التي رأيتها هناك تفوق الوصف. وحتى لو استعنت بمرشدات، فإنك لن تسمع إلا عبارة “لا أدري”..

أكيدأن كل من سيذهبون إلى هذا المعرض لحضور حفل توقيع سيعودون دون أن يجدوا الرواق، وإن وجده سيكون بعد صعوبة بالغة.. وأغرب شيء رأيته أن شاعرة لم تتمكن من معرفة الرواق الذي ستوقع فيه ديوانها.. لأن هناك أرقاما صغيرة على الأروقة وغير المرتبة جيدا تجعلك مضطرا إلى قراءة كل رقم في غياب تشوير علوي. ولذلك على كل من يرغب في توقيع إصداراته أن يشير إلى رقم الرواق لتفادي الأسوأ.

***
*فنان تشكيلي وناقد فنّي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *