الرباط: le12.ma
يخشى متتبعون للشأن السياسي في الجزائر عودة ما يطلق عليه ” العشرية السوداء ” التي عانت منها الجزائر الويلات – جراء حرب اهلية دامية ذهب ضحيتها اكثر من 200 الف قتيل بين عامي 1992 و 2002 ، بعد اتساع ظاهرة مقاطعة المهرجات الفنية بشكل مخيف، فبعد الاحداث التي شهدتها المناطق الجنوبية وخاصة في الجلفة و بشار و وركلة، عرفت مناطق اخرى في الشمال وخاصة في كبريات المدن كسيدي بلعباس وبجاية وتبسةوسكيكدة، مظاهرات عارمة الغيت خلالها حفلات غنائية كانت مبرمجة، ولم تستثنى المنطقة الحدودية تامنراست المتاخمة لمنطقة الساحل و المعروفة ” بتعشش الارهابيين فيها ” وقائمة اتساع الغضب الشعبي لا تزال مفتوحة.

و ما يلفت الانتباه هو ان موجة الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي التنموي، اصبحت مقترنة بالطابع الديني حيث غالبا ما يتحول الحفل على مكان لتأدية صلاة الجماعة، وقد ظهرت هذه الحالة بشكل ملموس في مدينة سيدي بلعباس غرب الجزائر حيث نظم سكان ولاية سيدي بلعباس وقفة احتجاجية سلمية، لمعارضة تنظيم مهرجان الراي السنوي في طبعته الـ11، مطالبين بدورهم بتخصيص المال العام للتنمية المحلية عوض ما اعتبروه هدرا في أمور ثانوية ورأوا فيه ” فنا لا يرقى الى المستوى ولا جدوى منه ” بعيدا عن أغنية الراي التي تميز المنطقة ، وتكررت مجددا بالولاية ظاهرة تأدية صلاة المغرب بمكان المهرجان جماعة.

هذا وقد امتدت ” الظاهرةالورقلية ” نسبة إلى مدينة ورقلة لاحقا إلى شارعولاية تبسة ، حيث تفاجأ أصحاب عرس بإقدام مجموعة من الشباب كانوا خارج المسجد، على اقتحام العرس وتوقيف الموسيقى. وبولاية سكيكدة اوقف السكان تنظيم حفلات غنائية، في فترة تزامنت مع استشهاد 7 جنود على أيدي إرهابيين بالمنطقة.

يذكر ان ظاهرة مقاطعة المهرجات الفنية كانت قد انطلقت من ولاية ورقلة، حيث اجتمع عشرات المواطنين مطالبين بإلغاء حفل فني كان يشارك فيه مطرب الراي ” قادر جابوني ” و” والشاب رضا “، وبرّر المحتجون سلوكهم بأن ولايتهم تغرق في مشاكل تنمية وتعاني من نقائص عديدة، خاصة أن فصل الصيف جاء حارا جدا على الولاية، في ظل غياب المرافق الضرورية، داعين إلى تحويل أموال المهرجانات الفنية إلى التنمية المحلية، وأقدم المحتجون على تأدية الصلاة بمكان الحفل.

ويرى محللون ان تنامي هذه الظاهرة بشكل سريع راجع بالدرجة الاولى الى ان المناطق المحتجة تعاني الحرمان من ضروريات الحياة، وانتشار البطالة وأزمة السكن وانعدام الماء والكهرباء والتهيئة العمرانية، وفي المقابل تنظم بها حفلات فنية يتلقى مقابلها الفنان أموالا طائلة، مما يعتبرونه هدرا للمال العام، وهو سبب مباشر بحسب المواطن للاحتجاج، خاصة في ظل التقشف الذي تنهجه الدولة ،كما ان كثير من الشباب يبحثون على أساليب وأشكال تعبيرية جديدة،منها رفض إقامة المهرجانات كحل لإسماع صوتهم، في ظل عصر الإنترنت وانتشار الأفكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *