وكالات
ما زالت أصداء الإفراج عن الناشطة الفلسطينية عهد التميمي، بعد قضائها 8 أشهر في السجن لصفعها جندياً إسرائيلياً تشغل مقالات الرأي وتقارير العديد من الصحف العربية.
وتنوعت وجهات النظر في الصحف العربية اليوم بشأن ما تمثله عهد التميمي، للقضية الفلسطينية والعالم العربي.
#تحدي السجن الأكبر
تقول نادية عصام حرحش في رأي اليوم إن “عهد كانت نجمة أحبتها الصحافة ووسائل الإعلام، وتحولت إلى أيقونة في النضال تعكس ما يتمناه الكثير، ربما لشكل النضال الفلسطيني. هي بالفعل مناضلة وتنبض بروح فلسطين المتعطشة للتحرر”.
بيد أنها تستدرك “ولكن ما يحدث حول عهد ومن خلال عهد محزن ومحبط والأكثر والأهم هو استهلاك اسم الفتاة وتجييره لحسابات كثر المنتفعين من خلالها”.
وتضيف الكاتبة أن “عهد (ضحية) في نجومية تستهلكها بالرغم من قوة هذه الصبية وشجاعتها وأمها التي ربتها على ذلك، وباقي أفراد عائلتها وقريتها”.
وتشدد على القول “هم بلا شك مثال مهم يحتذى به ويدرس بالمقاومة الشعبية. ولكنهم مثال واحد بين الآلاف من المناضلين الفلسطينيين الذين يبذلون وبذلوا أرواحهم من أجل حرية هذا الوطن”.
بدوره، يقول أسعد عبود في صحيفة الثورة السورية: “اليوم عهد جديد قديم. عهد الصفعة التي دوت لها أراضي وقلوب الفلسطينيين. ودفعت ثمنها عهد التميمي ثمانية أشهر في سجون العدو الإسرائيلي. و خرجت من السجن متماسكة واثقة جميلة بريئة. لتواجه تحدي السجن الأكبر.. السجن العربي.. الحصار”.
ويوضح ” إنهم يطبعون لها الصور.. يفبركون (المانشيتات) و برقيات التأييد والتضامن والتمجيد.. و كل آمالهم أن يحولها إلى صورة على حائط.. أيقونة في متحف.. فيوقفون سريان صفعة عربية على وجه المحتل البغيض”.
ويختتم الكاتب مقاله قائلاً: “عهد التميمي.. أيتها الصبية الجميلة.. الجميلة.. لا تقبلي أن يحولوك.. صورة.. أو أيقونة في عهد الخذلان العربي”.
#البذرة الصالحة
من جهته، يُثنى طلعت إسماعيل في صحيفة الشروق المصرية على التميمي واصفاً إياها بـ”البذرة الصالحة”.
يقول الكاتب: “على أرض فلسطين ما يستحق الحياة، طالما أنبتت الأرض الفلسطينية المقاومين من أمثالك، فقد أثبتِ يا عهد أن البذرة الصالحة يأتي ثمرها ولو بعد حين.. ففي أسوأ لحظات الضعف والانكسار، خرجتِ من بين الصفوف، لتصفعي سارقي أحلامك بالغد الأفضل والحرية”.
ويرى إسماعيل أن “هذه الكاريزما التي تتشكل أمام العيون، على كل فلسطيني أن يسهم بدور في تعبيد طريقها نحو الصعود، وألا يجرها البعض إلى حوارى الخلافات، أو أزقة التحزب البغيض، فنفقد وجها مشرعا على الأمل، إذا كنا نريد للمقاومة استعادة وهجها المفقود، على درب طويل لاسترداد الحق السليب الذى يتهرب كثيرون في الوقت الراهن من دفع ضريبته”.
على المنوال ذاته، تقول الوطن العمانية في افتتاحيتها: “حين تأتي إشادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأيقونة النضال والمقاومة عهد التميمي، فإن الإشادة في محلها، خصوصًا وأنها تأتي من رجل يعد في هرم السلطة، ويعلم كثيرًا ما يحاك ضد القضية الفلسطينية وضد شعبه”.
وتضيف “ففي استقباله (عباس) للأسيرة المحررة عهد التميمي ووالدتها عقب الإفراج عنهما من سجون الاحتلال الإسرائيلي أكد عباس أن نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا على أرضه ومتمسكًا بثوابته، ومدافعًا عنها مهما بلغ حجم التضحيات”.
وتضيف الجريدة أن “لسان حال الشعب الفلسطيني اليوم وهو يقدم أيقونة عهد التميمي بجوار أيقونات مقاومته ونضاله على مر التاريخ، يقول لنا وللعالم لا تخافوا علينا من مخططات وصفقات التصفية فمصيرها الفشل”.
أما حمادة فراعنة فكتب في صحيفة الدستور الأردنية قائلا إن “الشعب العربي الفلسطيني يخوض نضالاً تراكمياً متواصلاً حتى وإن أصابه الانقطاع في يوم أو أخر، في منطقة أو أخرى، يتبادل الأدوار والمهام والتجاوب مع متطلبات الحدث الكفاحي في مناطقه الرئيسية الأربعة: قطاع غزة، الضفة الفلسطينية، القدس، مناطق 48 التي لها خصوصية العمل بشكل مختلف”.
ويضيف “الجبهة الفلسطينية مفتوحة، متعددة الأشكال والإبداعات تتوسل توظيف تحركاتها لجعل الاحتلال مكلفاً، فاقداً لشرعية إجراءاته وسياساته، والعمل على فضحها وإدانتها من قبل المجتمع الدولي لأنها تتعارض مع حقوق الإنسان وقيمه”.
ويكمل الكاتب قائلاً إن “النضال ضد الاحتلال، والعمل من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية المنهوبة، ونيل العودة والحرية والكرامة ليست مغامرة غير محسوبة، فالقيادة الواعية التي تتصرف بمسؤولية عليها أن تحمي شعبها من الخسائر غير المجدية، وجعل العدو يدفع ثمن احتلاله واستعماره وعنصريته أثماناً مكلفة ترغمه على الرحيل”.