الرباط- محمد سليكي

كشف وفد عن البرلمان الكولومبي، خلال استقباله قبل قليل في مجلس المستشارين، أن برلمان بلاده وقع -بأغلبية ساحقة- على وثيقة دعم “الحكم الذاتي” كخيار لإنهاء الصراع المفتعَل حول الصحراء المغربية.

وقال محمد عدال، نائب رئيس مجلس المستشارين، في تصريح لصحيفة “le12.ma”، إن موقف البرلمان الكولومبي جاء ليعزز مصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ومن جانبه، أكد محمد الرزمة، رئيس لجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة في مجلس المستشارين، أن موقف البرلمان الكولومبي يعدّ انتصارا لمقترح ا”لحكم الذاتي” كحل سياسي لإنهاء مشكل الصحراء.
وأكد البرلماني الرزمة، وهو من أبناء جهة الصحراء، أن الوفد الكولومبي أظهر خلال استقباله اليوم في مجلس المستشارين، معرفة جيدة بقضية الصحراء وبالمجهودات التي بذلها المغرب لضمان كرامة عيش ساكنة المنطقة. كما أبدى الوفد الكولومبي، بحسب الرزمة، معرفة كبيرة بمناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة.

وسنوافيكم تفاصيل أوفى حول الموضوع في ربورتاج مصور سينشر بعد ساعات على قناة صحيفة “le12tv”.

وكان محمد عدال، عضو مكتب مجلس المستشارين ورئيس مجموعة الصداقة المغربية -الكولومبية، ومحمد الرزمة، رئيس لجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة، قد استقبلا اليوم الثلاثاء في مقر المجلس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بجمهورية كولومبيا خايمي دوران باريرا Jaime Duran Barrera والوفد المرافق له، والذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية بناء على دعوة موجهة له من قبل حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين.

وخلال هذا اللقاء، أبرز محمد عدال مستوى العلاقات الجيدة التي تجمع بين المغرب وجمهورية كولومبيا “القائمة على الاحترام المتبادل وتطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مذكرا بأهمية الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى بعض دول أمريكا اللاتينية في 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها في مسار تعزيز التعاون مع دول أمريكا اللاتينية في إطار التعاون جنوب -جنوب.

وتناول محمد عدال، وفق بلاغ صادر في الموضوع، سبل تعزيز وتوطيد العلاقات القائمة بين المؤسستين التشـريعيتين من خلال إعطاء دينامية جديدة لمجموعة الصداقة بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الكولومبي، سيما أن البرلمان الكولومبي يعدّ عضوا فاعلا في برلمان “الأنديز”، الذي وقع معه البرلمان المغربي مذكرة تفاهم تمتع من خلالها بوضع شريك متقدم، داعيا إلى الاحتفاء بتخليد الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية كولومبيا.

وأشاد محمد عدال، بحسب البلاغ ذاته، بالمواقف النبيلة لجمهورية كولومبيا بخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب وجهوده المتواصلة من أجل حل سياسي سلمي لقضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.

كما عبر محمد الرزمة، بحسب المصدر ذاته، باعتزازه الكبير بأهمية هذه الزيارة، معبرا عن أمله في أن تعطي دفعة نوعية جديدة لمسار العلاقات الجيدة بين البلدين. واستعرض محمد الرزمة، في معرض كلمته، الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية، مؤكدا أن أبناء ساكنة هذه الأقاليم هم أنفسهم من يدبرون شؤونهم في إطار مؤسسات منتخبة ديمقراطيا.

ومن جهته، نوه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في جمهورية كولومبيا، بمستوى العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين، والتي يترجمها الحوار السياسي الفعلي والتعاون الثنائي في مجالات متعددة، وهي العلاقات التي تجسدها ذكرى مرور 40 سنة على إقامة وتفعيل الدور الديبلوماسي بين الجانبين.

وجدد الوفد الكولومبي تأكيد دعم برلمان بلاده للمغرب، على سيادته الكاملة على أراضيه ووحدته الترابية، مبديا تثمينه لمبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة كحل سياسي مقبول، جدي ويتمتع بالمصداقية من قبل المجتمع الدولي، لإنهاء النزاع حول الصحراء المغربية.

وانتقد الوفد الكولومبي، في هذا السياق، الممارسات التي تقوم بها جماعة البوليساريو على مستوى خرق أبسط حقوق الإنسان للمحتجزين في مخيمات تندوف. كما سجل الوفد الكولومبي، بارتياح، كون المغرب يعد الشريك الثاني لجمهورية كولومبيا في العالم العربي، معربا عن أمله في الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في بعض المجالات التي حقق فيها تقدما كبيرا، كالطاقات المتجددة.

وأبرز الوفد الدينامية الإصلاحية التي يعيشها المغرب في شتى المجالات، والتي مكنته من تقوية مساره الديمقراطي كقوة سياسية في منطقة شمال إفريقيا، داعيا إلى مزيد من الارتقاء بمستوى علاقات التعاون بين البلدين، استجابةً لطموحات وتطلعات الشعبين الصديقين، بحسب البلاغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *