الرباط: le12.ma
تعد نوبة الغضب تعبير عن إحباط الطفل، الناتج عن التحديات الجسدية أو العقلية أوالعاطفية، التي يواجهها في تلك اللحظة. وترتبط التحديات العقلية بصعوبة تعلم الطفل أو أداء مهمة محددة، أو صعوبة استخدام الكلمات للتعبير عن الأفكار والمشاعر. أما التحديات العاطفية فهي أكثر عرضة للتكهنات، وأيا كان هذا التحدي، فالإحباط هو الوقود الذي يشعل غضب الطفل، فينفجر في نوبة غضب. ويؤكد الأطباء النفسيون أن هذه النوبات شيء عام وطبيعي عند جميع الأطفال، بغض النظر عن الثقافة التي يعيشون فيها، ولا تعتبر هذه النوبات ذات صبغة مرضية إلا حينما تكون عنيفة جدا، ومتكررة بشكل زائد، وتأخذ فترة طويلة نسبيا . فكيف تتجنب الأم نوبات غضب الطفل؟
تدرك الأم مسبقًا أن بعض المواقف تنتهي بشكل تلقائي بنوبة غضب. فمثلاً تتوقع الأم نوبة غضب،عندما يرفض الطفل الذهاب إلى فراشه مساء، لأنه لا يريد التوقف عن اللعب.
أو عندما يصرّ على شراء الشوكولاتة في كل مرّة تصطحبه للتسوّق. لذا على الأم، وبحكم تجربتها مع طفلها، أن تستبق الأمور منذ البداية، وتلغي كل احتمال يؤدي إلى نوبة غضب، وتقول له: «بعد اللعب، رتب أغراضك، واذهب إلى الفراش». أو تضع القواعد بشكل فوري، وتقول بلهجة حازمة: «هيا سوف نذهب للتسوق، ولا تحاول أن تطلب شراء الشوكولاتة، لأنني لن أشتريها لك». فالتوقع أمر مفيد.
احتفظي بخطة بديلة
الطريقة المثلى لتجنب بقاء الطفل متوترًا، هي أن تشتت والدته إصراره على طلبه، وتعرض عليه أمرًا آخر كأن تقول له: «لن نشتري الحلوى الآن، ضع الكيس مكانه، ولكنك أنت من سيختار الجبنة».
كوني وزوجك على رأي واحد
إذا قالت الأم «لا» لا يجوز للأب أن يقول «بلى» أو العكس. فمن حق أحد الوالدين ألا يوافق الآخر الرأي، ولكن عليهما تنسيق الأمر معًا أمام الطفل. فمن الضروري أن يكون موقفهما واحدًا تجاه طلبات طفلهما ورغباته.
اجعليه يتوقع ما ينتظره
عندما لا يتوقف الطفل عن نوبة غضبه، يمكن الأم أن تدخر الوقت إلى أن ينتهي غضب طفلها، فيمكنها أن ترسله إلى غرفته، أو أن تطلب منه الجلوس على كرسي تبعد أمتارا عدة عنه، ومنعه من النهوض قبل أن يهدأ. أما إذا لم يخضع لأمر أمه، وانبطح أرضًا واستمر في الصراخ، عليه أن يدرك أن تصرفه غير مقبول، وأنه إذا استمر سوف يعاقب. إذ يمكن الأم تهديد طفلها بأنها ستمنعه عن أمر يحبه، وتنفذ هذا التهديد، كأن تقول له مثلاً: «إذا لم تهدأ لن أسمح لك بمشاهدة برنامجك المفضل اليوم».
عدم الخضوع لرغبته من أجل الحصول على الهدوء
إذا سبّب صراخ الطفل توترًا لأمه، فإنها تخضع لطلبه كي تحظى بلحظات من الهدوء، وهذا حل غير صائب، لأنه من غير المؤكد أن هذا التصرف سوف يهدئ من روعه، فضلاً عن أنه سوف يشوش تفكيره، فيقول في نفسه: «كيف منعتني والدتي منذ لحظات، والآن لا تمنعني؟ هل لدي سلطة عليها إذا صرخت بشكل قوي؟». ولكي يتأكد، يعود ويمتحن والدته دون تردد.
نفذي أقوالك بالأفعال
على الأم أن تنفذ ما تقوله. لذا فإن العقاب الموعود يجب أن ينفذ. فعندما يتدحرج على الأرض في الشارع، عليها أن تفكر في العقاب الذي يمكنها تنفيذه، وألا تقول له مثلا سأتركك هنا، لأن هذا التهديد مستحيل تنفيذه، إذ لا يمكن الأم ترك طفلها في الشارع، وبالتالي لن يكون في مقدورها تنفيذ هذا التهديد، لذا عليها أن تفكر في عقاب عقلاني، ويمكن تنفيذه.