عبد اللطيف وادراسي

 

افتتح مساء أمس السبت بشكل رسمي جناح المغرب بالمعرض العالمي “إكسبو دبي 2020” الذي يستمر الى غاية 31 مارس المقبل بمشاركة 192 دولة.

وجرى حفل الافتتاح بحضور وفد وزاري ضم المندوبة العامة للجناح المغربي في المعرض، وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، ووزير التجارة والصناعة رياض مزور، فضلا عن مدراء عدد من المؤسسات العمومية الوطنية ومسؤولين بالقطاعين العام والخاص.

وقام الوفد المغربي بجولة في القاعات الثلاثة عشر للجناح، والتي تسلط الضوء على مختلف إنجازات المغرب في الميادين الاقتصادية والعلمية والفنية والثقافية.

ويشكل جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية، والذي يتموقع في قلب “منطقة الفرص” القريبة مـن جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحـدة، وغير بعيـد عـن ساحة الوصل، القلب النابض لموقع “إكسبو 2020 دبي”،منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة، وفضاء للوقوف على الإرث الحضاري، لأمة ذات تاريخ ألفي.

وبالإضافة الى اقتراحه برمجة فنية وثقافية واقتصادية وعلمية متنوعة، يبرز الجناح المغربي أمام أنظار العالم، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها.

وأكدت نادية فتاح العلوي في كلمة أثناء مراسيم الافتتاح، أن حضور المغرب في هذا الحدث العالمي الذي يعد من أهم التجمعات العالمية التي تُنظم حضوريا منذ تفشي وباء كوفيد 19 ، يعكس مدى متانة العلاقات مع دولة الامارات العربية المتحدة، والتي تقوم على أسس الاخوة الصادقة ، والتضامن الدائم والاحترام المتبادل، والتعاون البناء على عدة أصعدة ،لا سيما السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، مشيرة في هذا الصدد الى أن قرار الامارات المتعلق بفتح قنصلية عامة بمدينة العيون بالصحراء المغربية، يشكل خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين.

وأضافت من ناحية أخرى أن جناح المغرب بالمعرض العالمي “إكسبو دبي 2020 ” يشكل فرصة لعرض الإنجازات المتنوعة التي حققها المغرب على عدة أصعدة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مبرزة أن هذا الموعد يمثل أيضا مناسبة للمملكة المغربية للبرهنة على التزاماتها  من أجل التنمية المستدامة، والتأكيد على تشبثها بمبادئ التسامح والحوار والعمل على رفع التحديات العالمية في العديد من المجالات.

من جهته قال رياض مزور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية ،يبرز النجاحات التي حققها المغرب في عدة مجالات تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مؤكدا أنه يعكس كذلك أصالة المغرب وانفتاحه على حضارات العالم، كما يسلط الضوء على مغرب جديد يتميز بإبداعاته المتنوعة وبجاذبيته  وإشعاعه الثقافي.

من جانبه اعتبر مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف في تصريح مماثل ،أن حضور المغرب في هذا الموعد العالمي، يكتسي أهمية بالغة من حيث كونه يشكل مناسبة لاطلاع زوار المملكة على مختلف أوجه التقدم الذي أحرزه المغرب في عدة مجالات ومنها إنجازاته في الميدان الفني التي بصم عليها فنانون كبار ساهموا في إشعاع  ثقافة المغرب، وإبراز  أصالته وتراثه الغني والمتنوع .

أما عماد برقاد المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، فأوضح أن حضور المغرب في هذا المحفل العالمي، يتوخى التأكيد مجددا على التزام المملكة الدائم وتعبئتها في مواجهة التحديات العالمية  الكبرى برؤية واقعية وتصميم قوي من أجل كسب رهانات الحاضر والمستقبل، والعمل على تنمية تعاون دولي لفترة ما بعد كوفيد 19، مضيفا أن هذا الملتقى الدولي يشكل أيضا منصة مميزة لتقاسم الرؤى الاستراتيجية للمغرب في تقدمه نحو مستقبل مستدام.

وكان الوفد المغربي قد قام بزيارة لأجنحة كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقف على مختلف مكونات هذه الاجنحة ، التي تعكس مسيرة هذه الدول، ومختلف إنجازاتها وطموحاتها المستقبلية.

ويقام “إكسبو دبي 2020 ”  الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية ،جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع ، تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”.

وتعتبر هذه التظاهرة الدولية ، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم ،حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية.

وسيتيح  “إكسبو 2020 “، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة .

وسيشكل “إكسبو دبي 2020 ) بحسب المنظمين ،منعطفا مهما لإطلاق مرحلة جديدة من النمو، و منصة استثنائية تتيح للمجتمع العالمي التعاون معا لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة لقضايا من قبيل الاستدامة، في عالم اليوم الذي تتسارع فيه خطى النمو، وتتزايد أهمية الابتكارات المميزة في مجال إنتاج وتزويد واستهلاك مصادر الطاقة والمياه النظيفة، والتنقل عبر البحث عن أنظمة جديدة للنقل والخدمات اللوجستية التي تعتبر شريان الحياة الذي يربط الناس والسلع والخدمات في جميع أنحاء العالم، فضلا عن إيجاد سبل جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *