le12.ma -متابعة

في دوار “البرجة”، غير بعيد عن مراكش، قاد القدَر الأحمق الفتاة “لطيفة ا.” إلى قضاء سنوات طويلة من عمرها داخل زنزانة ليست كبقية الزنازن.. في “زْريبة” حيوانات، أعزّكم الله.

فقد استفاق الدوار المذكور (جماعة أيت إيمور التابعة لعمالة مراكش) صبيحة اليوم الأربعاء على وقع تفجّر جريمة تتجاوز التصنيفات من فضيحة أو فاجعة أو حتى مأساة.

وتتلخص مأساة هذه الفتاة في تعرّضها، منذ ما حوالي 20 سنة للاغتصاب من شخص مجهول وبدل أن يساندها والدها في محنتها بعدما تم افتضاض بكارتها، التي تشكل “رمزا للشرف” في قبيلتها، نكأ جراحها أكثر وزادها معاناة على معاناة الاغتصاب الوحشي الذي تعرّضت له.

واختار هذا “الأب” أن يعامل ابنته كما حيوانٍ تافه، إذ احتجزها داخل إسطبل للمواشي (زْريبة) حيث قضت قرابة 20 سنة بين “البهائم”.

وتفجّرت “قضية لطيفة” صباح اليوم بعد أن توصلت السلطات المحلية بإخبارية تفيد بأن شخصا ما “يقيم” داخل إسطبل في الدوار، إذ يُسمع من المكان صراخه المخيف منذ أيام، وكأنه يتعرّض للتعذيب. بعد توصلها بهذه المعطيات تحركت السلطات لتكتشف المأساة: أب يعذب ابنته ويعاملها أقسى من معاملة الحيوانات، من أجل معاقبتها على “جريمة” كانت فيها ضحية فإذا بها تنال جزاء المعتدي.

وكانت الفتاة، بحسب مصادر محلية، ضحيةَ جريمة اغتصاب، ليتم احتجازها قرابة 20 سنة، إلى أن اكتُشف أمرُها اليوم فقط. وقد تدخلت السلطات المحلية في أيت إيمور، لانتشالها من زنزانتها الفظيعة ونقلها، على متن سيارة الجماعة، إلى مستشفى ابن طفيل في مراكش، وهي في حالة يرثى لها، وآثار الضرب والتعنيف بادية على جسدها النحيف والمريض.

ويعيش هذا الدوار على وقع الصّدمة منذ اكتشاف هذه الجريمة المروّعة الإضافية في حق الفتيات في مجتمع قبَليّ ما زالت تسوده أعراف وأحكام أزمنة غابرة.

وبحسب متتبعين للشأن المحلي في هذه الجماعة، يُتوقع أن تصدر النيابة العامة قرارها، في غضون الأيام القليلة المقبلة، في حق هذا “الأب”، الذي جعل ابنته تقضي سنوات طويلة من عمرها بين الحيوانات في ظروف يصعب تصوّرْ مدى فظاعتها؛ وهو الذي يُفترَض فيه أن يؤازرهم في محنتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *