le12.ma

يحتفل “إيمازيغن”، الليلة، بالسنة ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ 2969، ﻭالتي ﻫﻲ ﺛﺎﻧﻲ أﻗﺪﻡ ﺳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ، ﺗخليدا لحدث ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻎ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﺷﻴﺸﻨﺎﻕ، ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﺼر، ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.

ﻭقد دارت رحى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ، ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ من الفرﺍﻋنة اﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺭﺍﺿﻲ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻨﺠﺎﺩ أﻣﺎﺯﻳﻎ ﺷﺮﻕ “ﺗﺎﻣﺰﻏﺎ” ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﺷﻴﺸﻨﺎﻕ.

ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ، ﺍﻋﺘﻠﻰ ﺷﻴﺸﻨﺎﻕ ﻋﺮﺵَ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺍلأﺳﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺣﻜﻢ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻎ ﻟﻤﺼﺮ إﻟﻰ غاية ﺍلأﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻟﻴﻌﻴﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻛﻤﺎ أﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ، أﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ “يناير”، ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻋﻨﺪ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻎ، فأﺻﺒﺢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﻦ: ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ ﻓﻼﺣﻲ ﺟﻴﺪ. وهكذا أﺻﺒﺤﺖ ﻛﻞ ﺷﻌﻮﺏ ﺷﻤﺎﻝ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴن أﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﻴﻦ في اﻟﻘﺮﻯ ﻭاﻟﻤﺪﻥ.

ﻭيخلّد الأمازيغ هذا الحدث بأسماء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، فمنهم ﻣﻦ يسمونه “ﺣﺎﻛﻮﺯﺓ”، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ يسمونه “ﻳْﻨّﺎﻳﺮ”، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ يسمونه “ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ”؛ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﻤّﻴﺎﺕ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ.

وتختلف اﻟﺴﻨﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ، بحسب بعض النشطاء الحقوقيين، ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍلأﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻟﻬﺠﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ، ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪﻳﻨﻴﺔ أﻭ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ، بقدْر ما هي ﺳﻨﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺪﺙ ﺗﺎﺭيخي أعقب اﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ.

ﻭﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ من خلال مجموعة من الطقوس والعادات المعيشية المتعلقة بالطبخ واللباس والأزياء التقليدية، ﻭﻫﻲ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻏﻨﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ في ﻤﻨﺎﻃﻘﻬﻢ، غير أن القاسم المشترك لأغلب أمازيغ المغرب هو الاحتفال بطهي اﻟﻜﺴﻜﺲ ﺑـ”ﺴﺒﻊ ﺧﻀﺮ” ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺮﺓ، مع الحرص على ﻮﺿﻊ ﺑﺬﺭﺓ ﻟﻠﺘﻤﺮ داخل شربة الحريرة، ﻭﻣﻦ عثر على هذه التمرة أﺛﻨﺎﺀ ﺷﺮﺑﻬﺎ يعدّ ﻣﺤﻈﻮظا، وهي علامة تفاؤل بكون ﺳﻨﺘﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎلأﻓﺮﺍﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ.

وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﺄﻛﻮﻻﺕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ. ﻭيصاﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ تخضيب ﺍﻟﺤﻨﺎﺀ للأﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻟﻠﻌﺮﺍﺋﺲ ﺍﻟﻤﻘﺒﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ وهن يرتدين أﻟﺒﺴﺘﻬﻦّ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ في أجواء من ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ.

ويحرص ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، في الموروث الشعبي الأمازيغي بالعديد من المناطق المغربية ذات الأصول الأمازيغية باحتساء ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻤﻨﻌﻨﻊ في جو عائلي تتخلله أحاديث عن المعيش اليومي وكل ما يتعلق بأنشطة ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ وانتظارات القبيلة في الموسم الموالي.

أﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ الأمازيغ ﻓﻴجتمعون ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺍﺕ أﻭ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻮﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍلأﻣﺔ ﺍلأﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ، بأﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، وتحدّﻳﺎﺕ المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *