صدر للوالي السابق علال السكروحي، كتاب بعنوان “في مواجهة المجهول”، ومما جاء في غلاف الكتاب:

“لقد عشت حياة مختلفة عن حياة شخص منحدر من الهوامش المغربية، وعرفت أنه لا يمكن تفسير كل شيء إعتمادا على المحددات الجغرافية والاجتماعية.

وتعلمت، خلال طفولتي، أن أتسلق الهضاب وأن أسبح في البحيرات وأن أصطاد الحجل وأن أتأهب للقاءات المفاجئة بالحيوانات الضارية، غير أنني لم أعد نفسي لمغادرة دواري، ومواجهة المقارنة والمنافسة.

حين فارقته، فهمت أن غالبية سكان الجبل تواجهها، في بداية حياتها، عدة معوقات ومنذ ذلك الحين كان كل سفر بعيدًا عن الدوار بمثالية تسلق الجبال، فتارة أحس بالذهول وتارة أخرى يعتريني الخوف. الكل كان يتوقف على الأشخاص الذين التقيهم والسياق الذي أتحرك فيه.

وعلى هامش الطريق، رأيت وسمعت صياح أشخاص يتحصلون خلف “الهوياتي” ويتغدون بالاستضحاء المرضي والشعور بالظلم. 

لقد فاجأني كونهم لا يهدأ لهم بال إلا في سياق التوتر والأزمات.

وخلال هذه المسيرة، أدهشتني كذلك قوة ثقافة الصمت وفن عدم الإنصات، رغم أنه كان يتوجب علينا جميعًا تدبير الشكوك واللايقين. 

 

ولهذا أصبحت ممارسة المسؤولية، في بيئة لا تتقيد بالمعايير، تضع الفرد في عزلة وتصبح مصدرًا لغياب الثقة والإزعاج.

وحين أتامل اليوم مسقط رأسي، فإنني أدرك كم كان يصعب علينا، أن نعمد إلى ما لا نهاية تشويه وتحريف الواقع، مع العلم أن الآفاق العام من شأنه أن يقوينا جميعا لمواجهة المجهول”.

*نبذة عن الكاتب 

معلوم أن الكاتب علال السكروحي من مواليد الحسيمة سنة 1954، خبير في الاقتصاد والتخطيط الحضري، والتحق السكروحي، بعد حصوله على دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة تولوز بفرنسا سنة 1982، بالعمل في سلك التعليم العالي كأستاذ بالمعهد الوطني للتهيئة والتعمير بالرباط، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن تم تعيينه مديرا للوكالة الحضرية لتطوان في 16 ماي 2000.

وحظي علال السكروحي بثقة الملك فعينه في 13 شتنبر 2003 عاملا على إقليم النواصر، ليتم تعيينه سنة 2006 عاملا مديرا للوكالة الحضرية لجهة الدار البيضاء الكبرى.

وبتاريخ فاتح مارس 2010 ، عين علال السكروحي واليا مديرا عاما للجماعات المحلية بوزارة الداخلية.

ويحمل الكاتب وسام العرش من درجة فارس.

وفي يونيو 2014 عين واليًا مديرا عاما لصندوق التجهيز الجماعي حتى سنة 2017 واستمر في ممارسة مهنة التدريس الىً حدود 2019.  

وحصل على وسام العرش من درجة ضابط.

* د.محمد آيت حمزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *