سليكي

*محمد سليكي 
لاشك أن تدبير الاختلاف بشأن «جواز التلقيح» عبر التهييج الأعمى والدفع بالمراهقين والتلاميذ إلى الاجتجاج ومحاولة تحريك الشارع ضد قرار أخد الطعن ضده مسطرته العادية لدى القضاء، لهو نفق لا يفتح المضي فيه إلا على قارعة إثارة الفتن بما لا يخدم مصالح الدولة والمجتمع..
نقدر النقد، ونقدر الاختلاف، ونقدر الطعن ضد القرار لدى القضاء، ونقدر معارضة المعارضة..لأنها عناوين تمرينات مطلوبة في الديمقراطيات الناشئة..
لكن ما ليس جديراً بالتقدير، هو أن ينتهز خدم الأجندات الموجهة، وتجار التدوينات المخونجة واللايفات الانهزامية وأصحاب عقدة التشويش على كل ما هو قادم من «المخزن»، نقاش مجتمعي حول «جواز التلقيح» محط اختلاف في مجتمعات أعرق الديمقراطيات، لنصب المشانق لكل من يخالفهم الرأي، لا بل وجر البلاد من حيث يدرون أو من حيث لايدرون نحو المجهول..
 لن أقول أن الحكومة السابقة التي كان يترأسها الدكتور سعد الدين العثماني، هي المسؤولة عن إقرار جواز التلقيح، لأن حفظ الصحة العامة للمغاربة فوق كل المزايدات، بقدر ما أدق ناقوس الخطر إزاء العنف اللفظي الحاد الذي لا يتورع البعض من العوام والنخبة للأسف في أن ينهل من مياهه الضحلة لمهاجمة أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد 19..قبل حكومة أخنوش..
لايهمني أن تتعرض حكومة أخنوش لنقد المعارضة والإحتجاج ضد قرارتها طلما أن ذلك يكفله الدستور والقانون إن كان نقد في حدود ما يسمح به القانون طبعاً، ولكن ما يرعبني ويجعلني أضع يدي على قلبي خوفا على ضياع ما تبقى من سلم إجتماعي وتدبير عقلاني للإختلاف بين المغاربة، هو أن يتحول النقد إلى نقد أعمى مدججاً بقاموس عنف لفظي أسود، يجد صداه هناك على أمواج «راديو لوكس»، خارج مواقع التواصل الاجتماعي «المنفلتة» من أخلاقيات النقاش وأدبيات الحوار..
أتوقف هنا، وأنا أتحدث عن هذا المنزلق الخطير الذي اندحر إليه تدبير الاختلاف حول «جواز التلقيح »، على نحو بعيد عما سبقته نقاشات مجتمعية بشأن الحجر الصحي، وقانون الطوارىء الصحية، و ورقة التنقل.. و أترك باقي مساحة هذه الورقة ليملؤها البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، بحقيقة مرعبة حول نقاش بات في حاجة إلى بوصلة.

يقول البروفيسور الإبراهيمي:
 على “لوكس راديو”… الحكومة واللجن العلمية المغربية تنعت بالنازية
عندما يصف أحد المحللين الاقتصاديين الفرونكوفونيين، على أمواج “لوكس راديو” المغربية… و بالدار البيضاء المغربية، الحكومة المغربية بالنازية… و يزيد على ذلك أن عملائها، أعضاء اللجن العلمية المغربية،  ك”جهاز غستابو علمي”، بدأ بتوزيع الشارات الصفراء إيذانا للمحرقة… كل ذلك… دون أن يصدر أي رد فعل من “لوكس راديو“ والتي تمادت بإعادة نشر المحتوى على تطبيقها و صفحتها الفيسبوكية… و في انتظار أن تنظر “الهاكا” في الواقعة… تجدني أتسائل على أي أرض و في أي زمن أعيش… و لا سيما عندما يذكر إسمك ك”نازي مغربي” خلال برنامج مغربي … و دون علمك و تواجدك…
في الحقيقة يجب أن أعترف بهول الصدمة… لأني لم أكن أتخيل يوما ما و لو للحظة و في أسوء كابوس… أن أنعت على راديو مغربي، بالنازي فقط لأني تطوعت لمساعدة بلدي خلال أكبر أزمة صحية يعرفها العالم… وفقط بسبب إسداء رأيي العلمي المتواضع و المتجرد…
 وفي محاكمة غيابية على شاكلة ”نورنبرغ“… وبصك الاتهام ”الاختلاف في الرأي“… أجرد من إنسانيتي… وتلفق لي تهم جرائم ضد الإنسانية… دون أن تعطى لي فرصة التعبير عن رأيي الذي أحاكم من أجله… و لا الدفاع عن نفسي أمام من نصبوا أنفسهم قضاة و حماة للإنسانية… و يصدر أحدهم الحكم… “نازي“…
بكل ما أوتيت من قوة… و بما أني لست لا مدبرا للأمر العمومي و لا مسؤولا عن أي قطاع… وليس لي أي مصلحة شخصية في تدبير الأزمة الصحية… وكأي مواطن مغربي أحتفظ بحقي في أية متابعة قانونية… وأعدكم بالاستمرار في التعبير عن رأيي و التواصل معكم حتى يخرج وطني من هذه الأزمة و قريبا إن شاء الله…
حفظنا الله جميعا…
إنتهى حكي البروفيسور الإبراهيمي لهذه المحكية المؤلمة..
وأنا أتباع هذه الاتهامات لي بلا فرانات، إستحضرت قولة الملك الراحل الحسن الثاني في ذات خطاب تاريخي «واش لمغاربة عادو خفاف».. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *