أعده للنشر في le12.ma-جواد مكرم
في ركن حديث الجمعة لهذا اليوم يدون القاضي والكاتب الروائي رشيد مشقاقة، قصة تحت عنوان “الدنيا هانيا”، عبارة عن حوار له مع ميكانيكي من سلا، يروي حكايات يعيشها أقرب من الخيال، لعل من بينها أن له ولدًا من زوجته التي تدعي أن جني يشاركها السرير.
حوار: الدكتور رشيد مشقاقة
سؤال: سألت صاحبي الميكانيكي وهو منهمك في عمله… هل أخذت الجرعة الثالثة؟
جواب: لم آخذ لا الأولى ولا الثانية
سؤال: لماذا؟
جواب: ضاعت مني البطاقة الوطنية منذ ثمان سنوات.
سؤال: يمكنك الحصول على بطاقة أخرى
جواب: صعب، إخوتي من مواليد مدينة سلا، أمي سافرت وهي حامل بي إلى مدينة اكادير فولدت بدار جدي لأبي، عقد ازديادي هناك، ولكي أنجز الوثائق اللازمة يجب أن أسافر.
سؤال: سافر.. ما المانع؟
جواب: المصاريف لا تكفي، أن أدخل إلى دار والدي بيدي فارغتين، بالمناسبة والدي طلق والدتي ومكث بمسقط رأسه، وهو من بيده دفتر الحالة المدنية
سؤوال: خذه منه.
جواب: توفي و زوجته الثانية ملأتها بأولادها، ولا تريد أن تسلمها لي؟
سؤال: قلت لي مرة إنك متزوج ولك ولد، بواسطة نسخة عقد الزواج يمكنك الحصول على صورة للبطاقة الوطنية من الملف المفتوح لدى العدلين بمحكمة الأسرة.
جواب: أنا متزوج بدون عقد منذ 2010.
سؤال: لماذا لم تنجز العقد.. هل بسبب البطاقة الوطنية؟.
جواب: لسبب أهم من البطاقة الوطنية.
سؤال: ما هو؟
جواب: زوجتي متزوجة.
سؤال: منك طبعًا؟
جواب: لا
سؤال: زوج طلقها؟ أو توفى عنها.
جواب: بل لا زالت زوجتي زوجته..
سؤال: لا أفهم؟
جواب: طردها فدخلت بيتي منذ 2016 بالمناسبة هو جار لنا.
سؤال: يراكما معًا، ولا يتدخل
جواب: نعم، هو لا يقوى حتى على إسعاف على نفسه.
سؤال: والولد لك أم له؟
جواب: لا الولد ولدي. دخلت بيتي فارغة الرحم
سؤال: أغناك الله. قل له ينفق عليها منذ ست سنوات أو يطلقها…
جواب: لا فائدة.
سؤال: لماذا؟
جواب: أصبح مختل عقلي لتناوله المخدرات.
سؤال: هل تبدو لك الأمور عادية.
جواب: الدنيا هانية…هذا ما قسمه الله، ولو اطلعتم على ما في الغيب لكان الواقع أفضل.
سؤال: ترك الله عليك: أن الله لطيف بعباده.
جواب: أريد أن أقول لك ما قلته لك ليس هو كل شيء.
سؤال: هل هناك أحداث أخرى.
جواب: نعم، زوجتي تتحدث مع السرير والأثاث هي مجنونة. تقول إنها متزوجة بجني يشاطرها السرير
أفحمني…… لم أستطيع المواصلة، ناولته أجرته، عندما كنت راجعا من نفس الشارع شاهدته جالسًا بباب مقهى يضع أمامه كوب قهوة، وعلبه سجائر مارلبورو…….
ضغطت على منبه السيارة وقلت له: الدنيا هانية؟
ابتسم ملئ فيه ورد: الدنيا هانية. وربي هو الله
