*إعتماد سلام

تجدد هذه الأيام النقاش حول مآل منزل العلامة عبد الرحمان بن خلدون في مدينة فاس بعد عرض البناية التاريخية للبيع من قبل الأسرة المالكة.

أولا وقبل الحديث عن بيت ابن خلدون لابد من التنويه إلى أن هناك أعلامًا وشخصيات عديدة على إمتداد المغرب يستحق تاريخها عناية أكبرمن الجهات المختصة، وتستوجب إنجازاتها وذكراها وذاكرتها تقديرًا وتثمينًا لائقين.

من بينها يوسف ابن تاشفين قائد المرابطين ومؤسس مراكش الذي ضاقت المدينة الرحبة به ولم تمنحه سوى بضعة أمتار في سيدي ميمون هي مساحة بناية لا يعرفها أحد تسمىضريحًاولا تليق بابن تاشفين حجمًا واسما وتاريخًا وإنجازا.

الأمر ذاته يتكرر مع أشهر شخصيات طنجة، الرحالة ابن بطوطة الذي يقال والله أعلم إنه دُفن في تلك الغرفة أعلى درج طويل وسط المدينة القديمة، يتوه الزائر في الدروب قبل أن يجدها ثم يصاب بخيبة كبيرة عندما يجدها.

ثانيا، هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن بيع المنزل الذي قطنه ابن خلدون في فاس وفي كل مرة نرى جعجعة ولا نجد طحينا وفي كلمرة لم تتحرك الجهات التي يفترض أنها تسهر على حفظ ذاكرة المدينة وتاريخها ولا المنتخبون ولا وزارة الثقافة ولا المؤسسة الوطنية للمتاحف ولا غيرها.

وزير الثقافة الأسبق الأستاذ بنسالم حميش اعتبر في حلقة سابقة من برنامجفي المكتبةأن تحويل بيت ابن خلدون إلى متحف أو مؤسسة ثقافية أولوية بالنسبة له إضافة إلى بيت غير بعيد منه سكنه لسان الدين ابن الخطيب.

عندما سألته لماذا لم يفعل ذلك وقد كان المسؤول الأول عن القطاع، قال إن وزير الثقافة لا يملك عصا موسى وإن وعودًا كثيرة قُطعت لكنها كانت مثل الزيزفون تزهر ولا تثمر!!.

مرة جديدة تضج مواقع التواصل والصفحات والمواقع مستنكرة بيع بيت يشكل جزءا من ذاكرة المدن المغربية للعموم ومطالبة بتدخل عاجل لوزارة الثقافة، ومرة أخرى ننتظر موقفًا صريحًا وواضحًا للمسؤولين في مدينة فاس ولوزارة الثقافة وإن كان هذا الانتظار كمن ينتظر أن يثمر الزيزفون.!.

*كاتبة/صحفي ومذيعة تلفزيونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *