*الشرقاوي الروداني
الجزائر في نفق مسدود بدون رؤية، بدون بوصلة..
ما بين ما تقوم به في دولة مالي والعداء اللامحدود للمملكة المغربية، فهي تدخل الى الطريق المجهول، بدون اتجاه.
من مؤشرات فقدان البوصلة هو الاجتماعات المتتالية للمجلس الأعلى للأمن الجزائري، و الذي منذ إنتخاب الرئيس الجديد، انعقد حوالي 15 مرة في ظرف سنة و نصف.
هو رقم قياسي يظهر أن الجزائر تعيش مخاضًا عسيرًا يتسم بالخصوص بسوء وضع داخلي قريب الى الانفجار.
سهرة ليلة الأربعاء في التلفزة الجزائرية، بإخراج و سيناريو سئ، تظهر أن أسهم التصعيد بدأت ترتفع و قد نسمع حماقات أخرى، هي الآن في مطبخ المرادية أو نادي الصنوبر المعروف ب”إقامة الدولة الساحل”.
لكن هناك وجه آخر لكل ما يحدث في هذا البلد الجار. من الجد متوقع أن يكون هناك صراع تيارات على أعلى هرم المؤسسة العسكرية و الأمنية و من غير المستبعد أن تكون مديرية المستندات و الأمن الخارجي المعروفة ب DDSE، أحد أذرع الاستخبارات الخارجية الجزائرية، في قلب هذا الصراع حول السلطة. دون أن ننسى محتوى الكتاب القيد الطبع ” ربيع الإرهاب في الجزائر ” و الذي من المنتظر أن يميط اللثام عن حقائق صادمة لهذا النظام و للمؤسساته.
في قادم الأيام، من المنتظر أن يستمر السيناريو السئ وقد نتفاجأ بإصدار جديد ربما قد يكون صادمًا، و لكن سيظهر أن الدولة الجزائرية وصلت، لمن مازال يشك في ذلك، إلى مراحلها السريالية ..
*خبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية.